التحليل الفني (Technical Analysis) هو أحد الطرق المستخدمة في تقييم الأسواق المالية بواسطة تحليل وقراءة الاتجاهات التاريخية لسعر وحجم التداول لسهم ما من خلال الرسوم البيانية؛ وذلك بهدف التنبؤ بالاتجاه المستقبلي.
يعتمد التحليل الفني على عدة فرضيات
- إن القيمة السوقية للسهم تحدد بواسطة التفاعل بين العرض والطلب.
- قوى العرض والطلب تحكمها العديد من العوامل العقلانية وغير العقلانية مثل المتغيرات الاقتصادية والآراء والحالات المزاجية والتخمينات وغيرها.
- إن الأسعار في الأسواق المالية تميل إلى التحرك في اتجاهات، وتستمر هذه الاتجاهات لفترة زمنية معقولة.
- الاتجاهات السائدة في السوق تتغير كردة فعل على التحولات في علاقات العرض والطلب. هذه التحولات، بغض النظر عن سبب حدوثها، يمكن اكتشافها عاجلًا أم أجلًا في السوق نفسه.
حركة السوق تعكس كل شيء
تحدد الاتجاهات في الأسواق المالية بواسطة قوانين الطلب والعرض وقوى البائعين والمشترين. يكون الاتجاه صاعد والأسعار في ارتفاع في حالة الطلب أكبر من العرض (عدد البائعين أكبر من المشترين). أما الاتجاه الهابط تكون الأسعار في حالة انخفاض والعرض أكبر من الطلب (عدد المشترين يفوق عدد البائعين).
تمثل مقولة “حركة السوق تعكس كل شيء” حجر الأساس في التحليل الفني. على الرغم من وجود أسباب عديدة تقف خلف الاتجاهات الصاعدة والهابطة إلا أن التحليل الفني لا يهتم بتلك الأسباب؛ لأنه يرى أن حركة السوق والأسعار تعكس كل شيء ولا داعي لمعرفة الأسباب.
الأسعار تتحرك في اتجاهات
مفهوم الاتجاه من المفاهيم الأساسية في التحليل الفني، إذ أن الهدف من الرسوم البيانية هو تحديد اتجاه السعر في المراحل الأولى وتحديد الوقت المناسب للدخول والخروج من السوق حيث أن الاتجاه سوف يستمر بنفس الاتجاه حتى يظهر سبب عكس هذا الاتجاه.
في الرسم البياني أعلاه، تحول السوق من حالة استقرار وتوازن في العرض والطلب إلى اتجاه هابط نتيجة معلومات جديدة دخلت إلى السوق. نجد هنا أن المحلل الفني أدرك هذا الاتجاه الجديد الذي يشير إلى أن العرض أكبر من الطلب والأسعار سوف تبدأ بالانخفاض ويجب عليه البيع في المراحل المبكرة للاستفادة من الاتجاه وتقليل الخسائر.
التاريخ يعيد نفسه
اشتهرت مقولة “التاريخ يعيد نفسه” بين المحللين الفنيين في الأسواق المالية، فمن الرسوم البيانية في التحليل الفني ما يعكس السيكولوجية البشرية في السوق التي تم التعرف عليها وتصنفيها خلال السنوات الماضية. وتبين هذه الصور السيكولوجية والاتجاهات الصاعدة والهابطة أن لابد لها من أن تتكرر في المستقبل لا أن تعتمد على سيكولوجية البشر التي لا تتغير أبدًا.
ولعل من أهم مميزات التحليل الفني هو عدم اعتماده على القوائم المالية للشركة، وهذا يضيف له سهولة وميزة للعديد من المستثمرين وخصوصًا غير المتخصصين منهم. ويرجع عدم اعتماد التحليل الفني على القوائم المالية لأسباب عديدة منها، أن من القوائم المالية ما لا يعكس بعض المعلومات الهامة للمحلل الفني كالمعلومات المتعلقة بالمبيعات والأرباح وغيرها، وأيضًا أن القوائم المالية لا تعكس العوامل السيكولوجية والمتغيرات غير الكمية مثل تدريب الموظفين وولائهم ورضا المستهلكين وموقف المستثمرين تجاه قطاع الشركة.
كتابة: غيداء العمر
المصادر:
- Murphy, John J (1999). Technical Analysis of Financial Markets. United States of America: New York Institute of Finance.
- Reilly, Frank K & Brown, Keith C (2012). Analysis of Investments and Management of Portfolios. 10st International Edition. United States of America: Cengage Learning EMEA.
