منهجية الشركة الناشئة الرشيقة

إن منهجية الشركة الناشئة الرشيقة (Lean Startup) هي أسلوب يُستخدَم في تأسيس شركة جديدة أو طرح منتج جديد بالنيابة عن شركة قائمة. تشجع منهجية الشركة الرشيقة على تطوير منتجات أبدى المستهلكون رغبتهم في الحصول عليها بالفعل، وبالتالي يوجد سوق متاح للمنتج بالفعل بمجرد طرحه، وهذا على عكس الطريقة التقليدية التي تتمثل في تطوير منتج على أمل أن يكون هناك طلب عليه. 

تقييم اهتمام المستهلك 

إن استخدام مبادئ الشركات الناشئة الرشيقة يُمكّن مُطوري المنتجات من تقييم اهتمام المستهلك بالمنتج، وتحديد كيف يمكن تنقيح المنتج. تُسمى تلك العملية بـ “التعلم المُصدّق عليه”، ويمكن استخدامها في تجنب الاستخدام غير الضروري للمواد أثناء إنشاء وتطوير المنتج. إذا كانت فكرة منتج ما ستفشل، فإن تطبيق الإنتاج الرشيق يساعد على تفشل سريعًا وبتكاليف منخفضة بدلاً من أن تفشل ببطء وبشكل مكلف، ومن هنا ظهر مصطلح “الفشل السريع / fail-fast”. 

 

ما الفارق بين الشركات الناشئة الرشيقة و الشركات التقليدية 

إن منهجية الشركة الناشئة الرشيقة تميّز نفسها عن نموذج الأعمال التقليدي فيما يتعلق بتعيين الموظفين، فالشركات الناشئة الرشيقة تعيّن الموظفين القادرين على التعلم والتكيف والعمل سريعا، بينما تعيّن الشركات التقليدية الموظفين بناءً على خبرتهم وقدرتهم. تستخدم الشركات الناشئة الرشيقة أيضًا مقاييس تقارير مالية مختلفة، فبدلاً من التركيز على بيانات الدخل، والميزانيات العمومية، وبيانات التدفق النقدي، تركز على تكلفة اكتساب العميل، وقيمة العميل طويل الأجل، ومعدل دوران المستهلكين، ومدى الانتشار الفيروسي للمنتج. 

 

متطلبات الشركة الناشئة الرشيقة 

إن منهجية الشركة الناشئة الرشيقة تعتبر أن التجربة العملية أكثر قيمة من التخطيط المفصل، وأن خطط الأعمال التي مدتها خمس سنوات المبنية حول عوامل مجهولة تعتبر مضيعة للوقت، وأن ردة فعل العميل شديد الأهمية. 

بدلاً من خطط الأعمال، تستخدم الشركات الناشئة الرشيقة نموذج أعمال مبني على فرضيات تُختبر سريعًا، ولا يجب أن تكون البيانات مكتملة قبل المتابعة، وإنما يجب أن تكون كافية وحسب. وعندما لا يستجيب العملاء بالشكل المرغوب، تعدل الشركة عملياتها سريعًا للحد من الخسائر، وتعود إلى تطوير المنتجات التي يريدها العملاء. إن الفشل هو القاعدة وليس الاستثناء في هذا النموذج. 

يختبر رواد الأعمال الذين يطبقون تلك المنهجية فرضياتهم من خلال التفاعل مع العملاء والشركاء المحتملين لتقييم ردود أفعالهم بشأن خصائص المنتج، والتسعير، والتوزيع، واكتساب العملاء، ويستغل رواد الأعمال تلك المعلومات في إجراء تعديلات صغيرة تُسمى تكرارات على المنتجات، وتعديلات كبيرة تُسمى منعطفات لتصحيح أي جوانب رئيسية مثيرة للقلق. قد ينتج عن مرحلة الاختبار تلك تغيير العميل المستهدف أو تعديل المنتج بحيث يخدم العميل المستهدف الحالي بشكل أفضل. 

إن منهجية الشركة الناشئة الرشيقة تحدد أولاً المشكلة التي يجب حلها، ثم تطور نموذج مبدئي للمنتج أو أبسط شكل ممكن من المنتج يستطيع رواد الأعمال تقديمه إلى العملاء المحتملين للحصول على رأيهم. إن هذا الأسلوب أسرع وأقل تكلفة من تطوير منتج نهائي لاختباره، ويقلل المخاطر التي تواجهها الشركات الناشئة من خلال تقليل معدل فشلهم المرتفع التقليدي. تعيد الشركة الناشئة الرشيقة تعريف الشركة الناشئة لتصبح منظمة تبحث عن نموذج أعمال قابل للتوسع، بدلاً من كونها منظمة لديها خطة أعمال قائمة بالفعل مصممة على تنفيذها. 

 

مثال على الشركة الناشئة الرشيقة 

على سبيل المثال، شركة توصيل الوجبات الصحية التي تستهدف العُزاب المشغولين الذين في العشرين من عمرهم ويقيمون في المناطق الحضرية قد تتعلم أن بإمكانها تسويق خدماتها بشكل أفضل إلى الأمهات الميسورات حديثي الولادة المقيمات في الضواحي. قد تغير الشركة جدول توصيل منتجاتها وأنواع الطعام التي تقدمها لتقديم تغذية مثالية للأمهات الجديدات. قد تضيف أيضًا خيارات لوجبات للأزواج أو الشركاء والأطفال الآخرين في الأسرة. 

إن منهجية الشركة الناشئة الرشيقة ليست مقصورة حصريًا على الشركات الناشئة، فشركات مثل جنرال إلكتريك فقد استخدمت المنهجية في تطوير بطارية جديدة لتستخدمها شركات الهواتف النقالة في الدول النامية ذات شبكات الكهرباء المتقلبة. 

المصدر:

https://www.investopedia.com/terms/l/lean-startup.asp

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن