جودة الأرباح

جودة الأرباح (Quality of Earnings) تظهر بعد التخلص من أي قيم شاذة وخدع محاسبية أو أحداث وقعت لمرة واحدة فقط وسببت انحرافًا في أرقام صافي الدخل الحقيقي والأداء، وبعد حذف جميع القيم الشاذة والمتطرفة المذكورة، سنتمكن من رؤية الأرباح الناتجة عن ارتفاع المبيعات أو انخفاض التكاليف بوضوح.

 

توجد عوامل خارجة عن سيطرة الشركة تؤثر على تقييم جودة أرباحها أيضًا. على سبيل المثال، تعتبر جودة الأرباح ضعيفة لدى معظم الشركات خلال فترات التضخم المرتفع، كما تتضخم أرقام مبيعاتهم أيضًا.

بصفة عامة، الأرباح المحسوبة بطريقة متحفظة تعتبر ذات مصداقية أكبر من الأرباح المحسوبة باستخدام سياسات محاسبية عدوانية “aggressive accounting”؛ لأن الممارسات المحاسبية التي تخفي المبيعات الضعيفة أو مخاطر الأعمال المتزايدة تؤدي إلى تقليل جودة الأرباح.

إن وجود “المبادئ المحاسبية المقبولة عمومًا” (generally accepted accounting principles) (GAAP) نقطة إيجابية في هذا المجال؛ لأن الشركات التي تلتزم بتلك المعايير بدرجة كبيرة، ستكون جودة أرباحها غالبًا أعلى.

هناك العديد من الفضائح المالية الكبيرة التي تُعتبر أمثلة صارخة على الأرباح سيئة الجودة التي ضللت المستثمرين منها فضيحة شركة “إينرون” (Enron) و”وورلد كوم” (Worldcom).

 

يعتبر “صافي الدخل” (Net income) أحد الأرقام التي يحب المحللون تتبعها؛ لأنه يوفر نقطة مرجعية لقياس جودة أداء الشركة من منظور الأرباح. إذا كان صافي الدخل أعلى من مستواه في الربع المالي السابق أو العام السابق أو إذا تجاوز تقديرات المحلل، سيُعتبر هذا انتصارًا للشركة.

لكن ما مدى مصداقية أرقام الأرباح سالفة الذكر؟ تستطيع الشركات استخدام مجموعة متنوعة من الأعراف المحاسبية في التلاعب بالأرباح، سواء لزيادتها أو تقليلها، لخدمة أغراضها الخاصة.

تتلاعب بعض الشركات بالأرباح وتقللها لتقليل الضرائب التي تدفعها للدولة بينما تجد بعض الشركات الأخرى وسائل لتضخيم الأرباح بشكل غير حقيقي لتحسين صورتها أمام المحللين والمستثمرين.

يُقال عن الشركات التي تتلاعب بأرباحها أنها شركات ذات جودة أرباح ضعيفة أو منخفضة، وكما ذكرنا أعلاه، الشركات ذات جودة الأرباح المرتفعة تلتزم بمعايير المبادئ المحاسبية المقبولة عمومًا؛ لأن السمات الأساسية في تلك المعايير هي الموثوقية والملائمة. بمعنى:

  • الموثوقية (Reliability): مقياس لقابلية التحقق، والخلو من الأخطاء أو التحيز، ويمثل المعاملة بدقة.
  • الملائمة (Relevance): مقياس لما يأتي في الوقت المناسب ويكون له قوة تنبؤية. يمكنه تأكيد أو نفي التوقعات السابقة، وله قيمة كبيرة عند وضع توقعات جديدة.

 

توجد طرق عديدة لقياس جودة الأرباح عبر دراسة التقرير السنوي للشركة.

يبدأ المحللون عادةً بـالجزء العلوي من “قائمة الدخل” (income statement)، ويتجهون للأسفل تدريجيًا. على سبيل المثال، قد تظهر الشركات التي تسجل نموًا مرتفعًا في المبيعات أيضًا نموًا مرتفعًا في “المبيعات الآجلة” (credit sales). يحذر المحللون من المبيعات التي ترجع إلى شروط بيع آجل فضفاضة. (يمكن العثور على التغييرات في المبيعات الآجلة أو حسابات العملاء في “الميزانية العمومية” (balance sheet) و”قائمة التدفقات النقدية” (cash flow statement).

يبدأ المحللون مراجعة قائمة الدخل بالبحث عن التناقضات بين “التدفقات النقدية التشغيلية” (operating cash flow) و”صافي الدخل” (net income). إن الشركات ذات صافي الدخل المرتفع والتدفقات النقدية السلبية من عملياتها تحقق تلك الأرباح الظاهرية من مكان آخر وليس من المبيعات.

تعد التعديلات التي تتم لمرة واحدة على صافي الدخل، والمعروفة أيضًا باسم “الدخل أو النفقات غير المتكررة” (nonrecurring income or expenses)، جرس إنذار آخر. على سبيل المثال، قد تقلل الشركات نفقاتها في العام الحالي عن طريق إعادة تمويل جميع ديونها وإدخالها في دفعة مستقبلية أو كما يطلق عليها “فقاعة سداد” (balloon payment). سيؤدي ذلك إلى خفض نفقات الدين وزيادة صافي الدخل للعام الحالي مع دفع مشكلة السداد إلى العام التالي. بطبيعة الحال، لا يهتم المستثمرون على المدى الطويل بهذه الخطوة.

 

مثال على التلاعب بالأرباح

تستطيع الشركات التلاعب بمقاييس الأرباح الشائعة، مثل “ربحية السهم” (earnings per share) أو مكرر الربحية “نسبة السعر إلى الأرباح” (price-to-earnings ratio)، عن طريق إعادة شراء أسهمها الخاصة؛ مما يقلل عدد الأسهم مستحقة السداد. بهذا الشكل، ستتمكن الشركات ذات صافي الدخل المتناقص من نشر تقرير يتضمن نموًا في ربحية السهم.

إذا ارتفعت ربحية السهم، تنخفض نسبة السعر-إلى-الأرباح، ويمثل هذا مؤشرًا على أن السهم مقدر بأقل من قيمته الفعلية (undervalued)، ولكن هذا لا يُعتبر حقيقيًا في حال غيرت الشركة الرقم عن طريق إعادة شراء أسهمها فقط، ويزداد الأمر سوءًا إذا تحملت الشركة ديون إضافية لتمويل إعادة شراء أسهمها.

 

 

المصدر: www.investopedia.com

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن