التسونامي الاقتصادي

إن التسونامي الاقتصادي (Economic Tsunami) هو مجموعة واسعة من المشاكل الاقتصادية الناتجة عن حدث واحد مهم. تنتشر آثار التسونامي الاقتصادي إلى مناطق جغرافية واسعة أو قطاعات صناعية متعددة أو كليهما.

أخذت أمواج تسونامي الاقتصادية اسمها من موجات تسونامي الطبيعية، وهي موجات كبيرة بشكل غير طبيعي ناتجة عن اضطراب في قاع المحيط، مثل الزلزال. تسبب الموجة الناتجة دمارًا واسع النطاق بمجرد وصولها إلى الشاطئ وتغرق المناطق الساحلية المنخفضة، بل وقد تتمكن آثارها من عبور المحيطات أيضًا.

وبالمثل، تُحدِث أمواج تسونامي الاقتصادية آثارًا مدمرة خارج المنطقة الجغرافية أو قطاع الصناعة الذي وقع فيه الحدث المسبب. قد توضح هذه العواقب وجود روابط لم تُكتشَف سابقًا بين أجزاء من الاقتصاد العالمي، والتي لا تخلق تأثيرًا يمتد آثاره إلى جميع أنحاء العالم إلا في ظل ضغوط شديدة.

قد تؤدي أمواج تسونامي الاقتصادية إلى لوائح جديدة مع محاولة الأسواق التكيف معها، أو منع تكرارها في المستقبل إذا وقعت ظل ظروف مماثل، ويعتمد ذلك على شدة العواقب وآلية انتشارها. 

إن العولمة هي أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الانكماش الاقتصادي في جزء من العالم محسوسًا في الجانب الآخر من العالم، هذا معناه أن موجات تسونامي الاقتصادي وجميع التكاليف المرتبطة بها ستختفي من الوجود بشكل أساسي، إذا لم يكن هناك اعتماد اقتصادي متبادل على نطاق واسع بين الأسواق العالمية. إن اتفاقيات التجارة الحرة (FTAs) بين مختلف البلدان جعلت الشركات أكثر قدرة على المنافسة وساعدت على خفض الأسعار التي يدفعها المستهلكون مقابل السلع والخدمات المختلفة، لكن فوائد العولمة تأتي مع محاذير مهمة.

إن تعميق واستدامة العلاقات الاقتصادية والمالية بين البلدان يؤدي إلى زيادة انتقال الصدمات الاقتصادية، فالترابط المتزايد بين الاقتصادات الوطنية يعني أن الانكماش الاقتصادي في بلد ما يمكن أن يخلق تأثير يجعله يؤثر على شركائها التجاريين. تعتمد الدول الآن على بعضها البعض لتظل واقفة على قدميها، وإذا تعرض اقتصاد مشتري أو بائع رئيسي للسلع والخدمات إلى اضطراب، فمن المتوقع أن يكون لذلك تأثير غير مباشر على الصادرات والواردات في البلدان الأخرى.

أصبح الترابط المتزايد للأسواق المالية العالمية عاملاً رئيسيًا في انتشار موجات تسونامي الاقتصادية بمرور الوقت. 

 

الحروب التجارية

إن الدعوات المتزايدة من بعض الجهات للتخلص من العولمة تهدد أيضًا بإثارة موجات التسونامي الاقتصادية، ولكنها تخفف في الوقت ذاته من المخاطر التي تشكلها أمواج تسونامي الاقتصادية من خلال تقليل الاعتماد على سلاسل التوريد الأجنبية.

مثال على ذلك الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. إن المواجهة المريرة بين أكبر اقتصادين في العالم تضر بشركات كلا البلدين، مما يؤثر على أسواق الأسهم والاستثمارات وسوق العمل والإنفاق الاستهلاكي.

الأزمات المالية

تمثل الأسواق المالية المتصلة عالميًا آلية انتقال رئيسية لأمواج التسونامي الاقتصادية. إذ يتم تداول الأسهم والسندات والسلع والعملات والمشتقات بفعالية عبر الأسواق العالمية في الاقتصاد الحديث. وبالتالي فإن أي اضطراب في التداول أو انهيار في قيمة أحد الأصول في أي سوق واحد يمكن أن ينتقل بسرعة كبيرة إلى جميع أنحاء الكوكب. علاوة على ذلك، فإن المؤسسات المالية الكبرى، التي يؤدي صعودها وهبوطها إلى تحريك أسواق كاملة، تربطها علاقات وثيقة مع المستثمرين والحكومات في شبكة معقدة من الالتزامات المالية ومخاطر الطرف المقابل في جميع أنحاء العالم.

يزيد هذا من مخاطر حدوث موجات تسونامي اقتصادية تنشأ في الشبكات المالية الدولية أو تنتقل عبرها كما رأينا في الأزمة المالية لعام 2008 والكساد العظيم.

المصدر:

https://www.investopedia.com/terms/e/economictsunami.asp

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن