التخطيط الاستراتيجي وأهدافه ومراحله وعناصر تكوينه

التخطيط الاستراتيجي هو عملية حاسمة للمنظمات لتحديد اتجاهها، واتخاذ قرارات مستنيرة، وتحقيق أهدافها على المدى الطويل. إنه ينطوي على تحديد رؤية واضحة للمستقبل ووضع خارطة طريق للوصول إلى تلك الرؤية. يعد التخطيط الاستراتيجي أمرًا حيويًا للمؤسسات لتزدهر في بيئة تنافسية وغير مؤكدة. إنه يضع الأساس للعمل المنسق، والتخصيص الفعال للموارد، والتحسين المستمر.

قائمة المحتويات:

  1. مفهوم التخطيط الاستراتيجي:
  2. مراحل عملية التخطيط الاستراتيجي
  3. عناصر التخطيط الاستراتيجي:
  4. أهداف التخطيط الاستراتيجي
  5. أهمية فوائد التخطيط الاستراتيجي

مفهوم التخطيط الاستراتيجي:

التخطيط الاستراتيجي (Strategic Planning) هو فن إنشاء استراتيجيات عمل محددة، وتنفيذها، وتقييم نتائج تنفيذ الخطة، فيما يخص الأهداف أو الرغبات الشاملة للشركة على المدى الطويل. التخطيط الاستراتيجي هو مفهوم يركز على الدمج بين الأقسام المختلفة داخل الشركة (مثل المحاسبة والتمويل والتسويق والموارد البشرية) لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. مصطلح التخطيط الاستراتيجي هو في الأساس مرادف للإدارة الاستراتيجية.

مراحل عملية التخطيط الاستراتيجي

تتطلب عملية التخطيط الاستراتيجي قدرًا كبيرًا من التفكير والتخطيط من جانب الإدارة العليا للشركة. يمكن للمديرين التنفيذيين دراسة العديد من الخيارات الممكنة قبل الاستقرار على خطة عمل ثم تحديد كيفية تنفيذها بشكل استراتيجي. في النهاية ، نأمل أن تستقر إدارة الشركة على استراتيجية من المرجح أن تؤدي إلى نتائج إيجابية (تُعرّف النتائج عادةً بأنها تحسين صافي أرباح الشركة)، ويمكن تنفيذها بطريقة منخفضة التكلفة، وباحتمالية نجاح مرتفعة، مع تجنب المخاطر المالية التي لا داعي لها.

تتكوّن عملية وضع الخطط الاستراتيجية وتنفيذها عادةً من ثلاث مراحل حاسمة:

1- صياغة الإستراتيجية 

في عملية صياغة الاستراتيجية، ستقوم الشركة أولاً بتقييم وضعها الحالي من خلال إجراء تدقيق داخلي وخارجي. والغرض من ذلك هو المساعدة في تحديد نقاط القوة والضعف في المنظمة، وكذلك تحديد الفرص والتهديدات (يُسمى ذلك بتحليل (SWOT). وبناءً على التحليل، يقرر المديرون الخطط أو الأسواق التي ينبغي عليهم التركيز عليها أو التخلي عنها، وأفضل طريقة لتخصيص موارد الشركة، وما إذا كان يتعين عليهم اتخاذ إجراءات مثل توسيع العمليات من خلال مشروع مشترك أو عملية اندماج أم لا.

استراتيجيات العمل لها آثار طويلة المدى على نجاح المنظمة، ويمتلك المديرون التنفيذيون في الإدارة العليا فقط الحق في تعيين الموارد اللازمة لتنفيذها.

2- تنفيذ الاستراتيجية

بعد صياغة الاستراتيجية، يجب على الشركة وضع أهداف محددة تتعلق بوضع الاستراتيجية موضع التنفيذ، وتخصيص الموارد اللازمة لتنفيذها. غالبًا ما يتم تحديد مدى نجاح مرحلة التنفيذ من خلال مدى قدرة الإدارة العليا على توصيل الاستراتيجية المختارة بوضوح إلى جميع أنحاء الشركة، وجعل جميع موظفيها “متحمسين” لتنفيذ الاستراتيجية.

يتضمن التنفيذ الفعال للاستراتيجية تطوير هيكل أو إطار عمل قوي لتنفيذ الاستراتيجيةـ وتعظيم الاستفادة من الموارد ذات الصلةـ وإعادة توجيه جهود التسويق بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية وتوجهاتها.

3- تقييم الاستراتيجية

يعرف أي رجل أعمال ذكي أن النجاح اليوم لا يضمن النجاح غدًا. وبناء على ذلك، من المهم أن يعمل المديرون على تقييم أداء الاستراتيجية المختارة بعد مرحلة التنفيذ.

يتضمن تقييم الاستراتيجية ثلاثة أنشطة حاسمة: مراجعة العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على تنفيذ الاستراتيجية، وقياس الأداء، واتخاذ الخطوات التصحيحية اللازمة لجعل الاستراتيجية أكثر فعالية. على سبيل المثال، بعد تنفيذ استراتيجية لتحسين خدمة العملاء، قد تكتشف الشركة أنها بحاجة إلى اعتماد برنامج جديد لإدارة علاقات العملاء (CRM) من أجل تحقيق التحسينات المطلوبة في علاقات العملاء.

تحدث جميع الخطوات الثلاث الخاصة بالتخطيط الاستراتيجي ضمن ثلاثة مستويات هرمية: الإدارة العليا، والإدارة الوسطى، والمستويات التشغيلية. وبالتالي، من الضروري تعزيز التواصل والتفاعل بين الموظفين والمديرين على جميع المستويات، وذلك لمساعدة الشركة على العمل كفريق أكثر فاعلية وكفاءة.

أهمية وفوائد التخطيط الاستراتيجي

1- صياغة استراتيجيات أفضل باستخدام منهج منطقي ومنهجي

هذه هي أهم فائدة للتخطيط الاستراتيجي. تبيّن بعض الدراسات أن عملية التخطيط الاستراتيجي نفسها تساهم بشكل كبير في تحسين الأداء العام للشركة، بغض النظر عن نجاح استراتيجية معينة.

2- تعزيز التواصل بين أصحاب العمل والعاملين

التواصل عامل شديد الأهمية بالنسبة لنجاح عملية التخطيط الاستراتيجي. يبدأ التواصل من خلال المشاركة والحوار بين المديرين والموظفين، مما يُظهر التزامهم بتحقيق الأهداف التنظيمية.

يساعد التخطيط الاستراتيجي أيضًا المديرين والموظفين على إظهار الالتزام بأهداف المنظمة. هذا لأنهم يعرفون ما تفعله الشركة وأسباب فعلها له. يُحوّل التخطيط الاستراتيجي الأهداف والغايات التنظيمية إلى حقيقة، ويمكّن الموظفين من فهم العلاقة بين أدائهم وبين نجاح الشركة والمكافآت التي يتلقونها. نتيجة لذلك، يميل كل من الموظفين والمديرين إلى العمل طريقة أكثر إبداعًا وابتكارًا، مما يعزز نمو الشركة أكثر.

3- تمكين العاملين في المنظمة

الحوار والتواصل المتزايد عبر جميع مراحل العملية يُعزز شعور الموظفين بمدى فعاليتهم وأهميتهم بالنسبة لنجاح الشركة بشكل عام. لهذا السبب، من المهم أن تطبق الشركات مبدأ اللامركزية في عملية التخطيط الاستراتيجي، وذلك من خلال إشراك المديرين والموظفين العاملين في المستويات الدنيا في جميع أنحاء المنظمة.

عناصر التخطيط الاستراتيجي:

تكمن أهمية التخطيط الاستراتيجي في قدرته على توفير العناصر التالية:

1- اتجاه واضح: 

يساعد التخطيط الاستراتيجي المنظمات على إنشاء إحساس واضح بالهدف والاتجاه. يحدد مهمة المنظمة ورؤيتها وقيمها، مما يخلق فهمًا مشتركًا للمكان الذي تتجه إليه المنظمة.

2- التوافق: 

يضمن توافق جميع أعضاء المنظمة، من الإدارة العليا إلى موظفي الخط الأمامي، مع نفس الأهداف والأولويات. هذا التوافق يعزز التعاون وتنسيق الجهود نحو الأهداف المشتركة.

3- تخصيص الموارد: 

يسمح التخطيط الاستراتيجي للمنظمات بتخصيص مواردها، بما في ذلك الأصول المالية والبشرية والتكنولوجية، بفعالية وكفاءة. يساعد على تجنب هدر الموارد في الأنشطة التي لا تساهم في الأهداف طويلة الأجل.

4- التكيف مع التغيير: 

من خلال النظر في البيئة الداخلية والخارجية، يمكّن التخطيط الاستراتيجي المنظمات من تحديد التهديدات والفرص المحتملة. يساعد هذا التبصر المؤسسات على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة والتقدم التكنولوجي والعوامل الخارجية الأخرى.

5- الميزة التنافسية: 

تسمح الخطة الإستراتيجية المصممة جيدًا للمؤسسات بتحديد نقاط القوة الفريدة والمزايا التنافسية والاستفادة منها. هذا يمنحهم ميزة على المنافسين ويساعدهم على الحفاظ على النجاح على المدى الطويل.

6- إدارة المخاطر: 

يتضمن التخطيط الاستراتيجي تقييم المخاطر واستراتيجيات التخفيف. من خلال تحديد المخاطر والشكوك المحتملة، يمكن للمنظمات تطوير خطط طوارئ للتعامل مع المواقف المعاكسة بشكل فعال.

7- التواصل مع أصحاب المصلحة: 

أحد الجوانب الأساسية للتخطيط الاستراتيجي هو التواصل مع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الموظفين والعملاء والمستثمرين وأفراد المجتمع. يعزز التواصل الشفاف حول اتجاه المنظمة الثقة والدعم.

أهداف التخطيط الاستراتيجي

تشمل أهداف التخطيط الاستراتيجي ما يلي:

1- رؤية طويلة المدى: 

إنشاء رؤية طويلة المدى مقنعة وقابلة للتحقيق تحدد تطلعات المنظمة والحالة المستقبلية المنشودة.

2- تعريف المهمة: 

تحديد مهمة المنظمة بوضوح، والتي تصف الغرض والسبب من وجودها.

3- إعداد الهدف: 

تحديد أهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنياً (SMART) تدعم المهمة والرؤية.

4- التحليل البيئي: 

إجراء تحليل شامل لنقاط القوة والضعف الداخلية، بالإضافة إلى الفرص والتهديدات الخارجية (تحليل SWOT)، لإبلاغ القرارات الإستراتيجية.

5- صياغة الإستراتيجية: 

تطوير المبادرات الإستراتيجية وخطط العمل لتحقيق الأهداف المحددة. قد يشمل ذلك تحديد الأسواق المستهدفة وعروض المنتجات / الخدمات والمواقع التنافسية واستراتيجيات النمو.

6- قياس الأداء: 

تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) والمقاييس لتتبع التقدم نحو الأهداف الاستراتيجية. يضمن التقييم المنتظم أن تظل المنظمة على المسار الصحيح ويمكنها إجراء تعديلات إذا لزم الأمر.

7- التنفيذ والتنفيذ: 

ضمان التنفيذ الفعال للخطة الاستراتيجية من خلال تخصيص الموارد وتمكين الفرق ومراقبة التقدم.

8- المراجعة المستمرة والتكيف: 

الاعتراف بأن بيئة الأعمال ديناميكية، يجب أن يكون التخطيط الاستراتيجي عملية مستمرة تتكيف مع الظروف المتغيرة وتتضمن الدروس المستفادة.

المصدر

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن