إن الشركات التي ترغب في توسيع نطاق مصالحها دوليًا تقوم باستثمارات مادية وعمليات شراء في بلد آخر بشكل عام، ويُسمى هذا باسم “الاستثمار الأجنبي المباشر” (FDI)، حيث يشترون أو يؤجرون أو يكتسبون الأصول في البلد المضيف، بما في ذلك مرافق مثل المصانع أو المكاتب أو أنواع أخرى من المباني. قد تأخذ تلك الاستحواذات شكل الاستحواذ على مرافق جديدة أو مرافق قائمة بالفعل. في عالم الأعمال، تُسمى هذه الاستثمارات باسم استثمارات الحقل البني (أو الاستثمار الأصول القائمة) أو استثمارات الحقل الأخضر (الاستثمار في أصول جديدة). ولكن ما هي هذه الاستثمارات بالضبط وما الفارق بينها؟
استثمارات الحقول البنية والخضراء هما نوعان مختلفان من الاستثمار الأجنبي المباشر، التشابه الوحيد بينهما هو أن كلاهما يتضمن شركات ومنشآت إنتاج في دول مختلفة.
في استثمارات الحقول الخضراء (استثمارات المرافق الجديدة)، تفتح الشركة الأم شركة تابعة لها في بلد آخر، ولكن بدلاً من شراء منشأة موجودة بالفعل في تلك الدولة، تبدأ الشركة استثمارًا جديدًا عن طريق إنشاء مرافق جديدة في تلك الدولة. قد تتضمن مشاريع الإنشاءات ما هو أكثر من بناء منشأة إنتاج وحسب، حيث تشمل أحيانًا بناء مكاتب ومساكن لموظفي الشركة وإدارتها، وكذلك مراكز توزيع.
من ناحية أخرى، استثمارات الحقول البنية (استثمارات المرافق القديمة)، تحدث عندما تشتري شركة منشأة موجودة بالفعل أو تؤجرها لبدء عملية الإنتاج الجديدة. ترى بعض الشركات أن هذه الطريقة مثالية، لأنها توفر الكثير من الوقت والمال، نظرًا لأنها لا تحتاج إلى بناء مبنى جديد تمامًا من الصفر.
استثمارات الحقول الخضراء (Greenfield Investments)
يشير مصطلح “الحقل الأخضر” إلى المباني المنشأة فوق حقول كانت “خضراء” حرفيًا، كما أن كلمة “أخضر” مرادفة لكلمة “جديد” أيضًا، وبالتالي تلمح إلى مشاريع الإنشاءات الجديدة التي تنفذها الشركات. إن هذه الشركات عادةً ما تكون شركات متعددة الجنسيات تبدأ استثمارًا جديدًا من الصفر، وخاصة في المناطق التي لا يوجد بها مرافق موجودة مسبقًا بالفعل.
يوجد العديد من الأسباب التي تجعل الشركة تقرر بناء منشأة جديدة بدلاً من شراء أو تأجير منشأة قائمة بالفعل. السبب الرئيسي هو أن المنشأة الجديدة توفر مرونة في التصميم، علاوةً على الكفاءة في تلبية احتياجات المشروع، بينما المنشأة القائمة بالفعل تجبر الشركة على إجراء تعديلات متوافقة مع التصميم الحالي فقط. يجب على الشركة أيضًا إجراء صيانة لجميع المعدات الرأسمالية، وعادة ما تكون صيانة المرافق الجديدة أقل تكلفة بكثير من صيانة المرافق المستخدمة. كما أن المرافق الجديدة ملائمة وإيجابية أكثر عندما تريد الشركة الإعلان عن مشروعها الجديد أو جذب الموظفين.
يوجد سلبيات لبناء مرافق جديدة أيضًا، فقد يؤدي البناء من الصفر إلى زيادة المخاطر والتكاليف. على سبيل المثال، قد تضطر الشركة إلى استثمار مبالغ أكبر في البداية للوفاء بدراسات الجدوى عندما تقرر البناء من الصفر. قد تحدث مشاكل أخرى أيضًا مع العمالة المحلية، واللوائح المحلية، وعقبات أخرى تظهر مع مشاريع البناء الجديدة.
استثمارات الحقول البنية (Brownfield Investments)
في حالة استثمارات الحقل البني، تُجري الشركة مسحًا للمباني المتاحة في البلد المضيف، والمتوافقة مع نماذج أعمالها و/أو عملياتها الإنتاجية، كما أن منشأة الحقل البني ستكون حاصلة غالبًا على أي تراخيص أو موافقات تتطلبها الحكومة الوطنية أو المحلية الحالية، وإذا كانت المنشأة تدعم عمليات إنتاج مشابهة للعمليات التي تحتاجها الشركة فيها، فقد يمنح هذا الشركة دفعة قوية حقيقية في استثماراتها.
في السياق البيئي، قد يشير مصطلح “الحقل البني” إلى حقيقة أن الأرض المبنية عليها المنشأة ملوثة بأنشطة المالك السابق، ويختلف هذا عن استراتيجية استثمار الحقل البني.
إن الميزة الواضحة لاستراتيجية استثمار الحقل البني هي أن المبني قائم بالفعل، مما يقلل التكاليف المبدئية، كما تؤدي إلى تجنب الوقت المخصص لإنشاء مبنى جديد أيضًا.
أحد المخاطر المحتملة في استثمارات الحقل البني هي ندم المشتري، فحتى إذا كانت المباني تُستخدم في عمليات مشابهة سابقًا، نادرًا ما تجد شركة ما منشأة تحتوي على أنواع التكنولوجيا والمعدات الرأسمالية المناسبة تمامًا لأغراضها، وإذا كانت المنشأة مؤجّرة، قد يكون هناك قيود على التحسينات التي تستطيع الشركة إجراءها عليها.
المصدر: