الركود الاقتصادي

إن الركود الاقتصادي (Recession) مصطلح يُستخدم في الاقتصاد الكلي، ويُشير إلى انخفاض كبير في النشاط الاقتصادي العام في منطقة معينة، ويمثّل انخفاضًا اقتصاديًا يستمر لفترة رُبعين ماليين متتاليين، يظهر في تراجُع الناتج المحلي الإجمالي بالتزامن مع المؤشرات الشهرية، مثل ارتفاع معدل البطالة.

كان النمو الاقتصادي هو اتجاه الاقتصاد الكلي في معظم الدول على المدى الطويل، ولكن تزامنًا مع النمو طويل المدى كان هناك تقلبات قصيرة المدى أظهرت فيها المؤشرات الرئيسة للاقتصاد حدوث تباطؤ أو هبوط صريح في الأداء لفترة زمنية تمتد من ستة أشهر إلى عدّة سنوات، قبل العودة إلى اتجاه النمو طويل الأجل. ذلك الهبوط قصير الأجل يُسمى بالركود الاقتصادي.

 

إن الركود الاقتصادي هو جزء طبيعي – غير سار – من دورة الأعمال، وتتسم فترات الركود الاقتصادي بإخفاق الأعمال التجارية والبنوك، والنمو البطيء أو السلبي في الإنتاج، وارتفاع معدلات البطالة.

إن الألم الاقتصادي الناتج عن الركود الاقتصادي مؤقت، ولكن آثاره هائلة وتؤدي إلى تغيير في الاقتصاد ذاته. قد يحدث هذا نتيجة تحولات هيكلية في الاقتصاد تظهر في شكل انهيار الشركات والصناعات والتقنيات الضعيفة أو البائدة، أو سياسات جذرية تصدرها الحكومة والمؤسسات النقدية تمكنهم من إعادة كتابة قوانين الأعمال حرفيًا، أو على شكل اضطراب اجتماعي أو سياسي ناتج عن انتشار واسع النطاق للبطالة والمعاناة الاقتصادية.

إن واحدة من أفضل الاستراتيجيات التي يستطيع المستثمرين استخدامها أثناء الركود هي الاستثمار في الشركات ذات الديون المنخفضة، والتدفق النقدي الجيد، والميزانية العمومية القوية، وتجنُب الشركات ذات المستوى المالي المرتفع، أو التي تعتمد على المضاربة.

 

مؤشرات الركود وتنبؤاته:

لا يوجد طريقة واحدة نستطيع بها توقع كيف ومتى سيحدث ركود اقتصادي، فبعيدًا عن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين، يقيّم خبراء الاقتصاد العديد من المقاييس الأخرى لتحديد ما إذا كان هناك ركود وشيك أو قائم بالفعل.

أولاً، يقيّم الخبراء المؤشرات الرائدة التي ثبت حدوث تحولات في اتجاهاتها ومعدلات نموها قبل حدوث تحولات مماثلة في اتجاهات الاقتصاد الكلي، وهذه المؤشرات شديدة الأهمية بالنسبة للمستثمرين وصناع القرار في مجال الأعمال لأنها تنبههم باقتراب الركود.

ثانيًا، يستخدم الخبراء البيانات الرسمية التي تنشرها الوكالات الحكومية المتنوعة التي تمثل قطاعات رئيسية في الاقتصاد.

وأخيرًا، يمكن استخدم المؤشرات المتأخرة في تأكيد بدء الركود بالفعل، مثل ارتفاع معدلات البطالة.

ما أسباب الركود الاقتصادي؟

تحاول العديد من النظريات الاقتصادية شرح لماذا وكيف يحدث الركود وكيف ينحرف الاقتصاد عن اتجاه النمو طويل الأجل ليدخل فترة الركود المؤقت، يمكن تصنيف تلك النظريات تصنيفًا عامًا بناءً على العوامل الاقتصادية الحقيقية، والعوامل المالية، أو العوامل النفسية، وتحاول بعض النظريات سد الفجوات بين تلك العوامل.

يعتقد بعض خبراء الاقتصاد أن التغييرات الحقيقية والتحولات الهيكلية في الصناعات هي أفضل عوامل تفسّر متى وكيف يحدث الركود الاقتصادي.

ترى بعض النظريات أن الركود يعتمد على العوامل المالية، وتركز تلك النظريات عادةً إما على التوسع المبالغ فيه في استخدام الائتمان والخطر المالي أثناء الفترات الاقتصادية الجيدة السابقة للركود، أو انكماش الأموال والائتمان في بداية فترة الركود، أو كلاهما.

تميل نظريات الركود القائمة على علم النفس إلى التركيز على التفاقم المفرط في فترة الازدهار السابقة للركود أو التشاؤم العميق تجاه بيئة الركود باعتبارهم عوامل تفسّر سبب حدوث الركود واستمراره. ينتمي خبراء الاقتصاد الكينزي إلى تلك الفئة، لأنهم يرون أنه بمجرد بدء الركود، لأي سبب من الأسباب، يساهم المستثمرون في زيادة حدّة الاقتصاد واستمراره بأنفسهم بسبب تخفيضهم للإنفاق على الاستثمار بسبب التشاؤم السائد في السوق، مما يؤدي إلى انخفاض الأجور وبالتالي انخفاض الإنفاق على الاستهلاك.

 

ما الفارق بين الركود والكساد؟

الكساد هو ركود عميق وطويل المدى يدوم لسنوات عديدة، وهو يعبر عن كارثة اقتصادية حادة تؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة لا تقل عن 10٪.

والكساد يعتبر أشد بكثير من الركود، وهو في الحقيقة يكون بمثابة الكابوس بالنسبة للأعمال المصرفية والتجارية وأنشطة التصنيع، ولا يوجد معايير محددة يمكن استخدامها للإعلان عن وجود كساد.

وهناك أمثلة تاريخية على حالات الكساد ومنها: الكساد العظيم في الثلاثينات، وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي الإندونيسي بنسبة 18٪ خلال 1998 وغيرها.

 

بينما الركود يُعرف بأنه تراجع كبير في النشاط الاقتصادي الوطني يستمر لأشهر، وقد يكون هذا التراجع ناتجاً عن عامل بسيط مثل زيادة العرض، بمعنى أن المنتجين يصنعون بمعدلات تفوق حجم المطلوب.

حيث أنها استمرت أقصر فترة ركود لمدة 6 أشهر عام 1980، بينما استمرت أطول فترتي ركود لمدة اقتربت من 16 شهراً من يوليو 1981 – إلى نوفمبر 1982.

وتتضمن الأمثلة الشهيرة على الركود كل من الركود العالمي بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008.

المصدر:

https://www.investopedia.com/terms/r/recession.asp

 

 

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن