المؤشر الاقتصادي (Economic Indicator) هو عبارة عن بيانات اقتصادية محددة، على مستوى الاقتصاد الكلي عادةً، يستخدمها المحللون في تفسير احتمالات الاستثمار الحالية أو المستقبلية. تساعد المؤشرات الاقتصادية على قياس جودة الاقتصاد ككل أيضًا.
المؤشرات الاقتصادية يمكن أن تكون أي شيء يختاره المستثمر، ولكن هناك مجموعات بيانات محددة تصدرها الحكومات والمنظمات غير الهادفة للربح تحظى بقبول واسع في السوق، وتتضمن هذه المؤشرات، على سبيل المثال لا الحصر:
- مؤشر سعر المستهلك (Consumer Price Index) (CPI).
- الناتج المحلي الإجمالي (Gross domestic product) (GDP).
- أرقام البطالة.
- سعر النفط الخام.
يمكن تقسيم المؤشرات الاقتصادية إلى فئات أو مجموعات، وأغلب تلك المؤشرات تصدر في مواعيد محددة ومعروفة؛ مما يسمح للمستثمرين بالاستعداد والحصول على معلومات معينة في أوقات معينة في الشهر أو العام.
تتضمن المؤشرات الرائدة (Leading indicators) مؤشرات مثل منحنى العائد (yield curve) أو البضائع الاستهلاكية قوية التحمل (consumer durables)، وصافي تشكيلات الأعمال (net business formations)، وأسعار السهم (share prices) وتُستخدم في توقع الحركات المستقبلية في الاقتصاد. إن أرقام أو بيانات تلك المؤشرات المالية ستتحرك أو تتغير قبل حدوث أي تغيير في الاقتصاد، ومن هنا جاء اسم تلك الفئة من المؤشرات. يجب التعامل مع المعلومات المأخوذة من تلك المؤشرات بحذر شديد لأنها قد تكون غير صحيح.
المؤشرات المتزامنة (Coincident indicators)، تتضمن مؤشرات مثل الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، ومستويات التوظيف (employment levels)، ومبيعات التجزئة (retail sales)، وتظهر بالتزامن مع أنشطة اقتصادية محددة. توضح هذه الفئة من المؤشرات نشاط منطقة معينة، ويتابع العديد من واضعي السياسات وعلماء الاقتصاد هذه البيانات التي تصدر في أوقات حدوثها الفعلية.
المؤشرات المتأخرة (Lagging indicators) تتضمن مؤشرات مثل الناتج القومي الإجمالي gross national product) GNP)، ومؤشر سعر المستهلك (CPI)، ومعدلات البطالة، وأسعار الفائدة، ولا تُرى إلا بعد حدوث نشاط اقتصادي معين. كما هو واضح من الاسم، توضح تلك البيانات المعلومات بعد وقوع الحدث، وتعتبر مؤشر تقني يظهر بعد التحولات الاقتصادية الكبيرة.
تفسير المؤشرات الاقتصادية
يعتبر المؤشر الاقتصادي مفيدًا إذا تم تفسير معناه تفسيرًا صحيحًا فقط، فقد أظهر التاريخ وجود ارتباطات قوية بين النمو الاقتصادي، الذي يُقاس بالناتج المحلي الإجمالي، ونمو أرباح الشركات، ولكن رغم ذلك يستحيل تحديد ما إذا كانت إيرادات شركة معينة ستنمو بناء على مؤشر الناتج المحلي الإجمالي فقط.
تقدم المؤشرات علامات على ما قد يحدث في الاقتصاد، ولكن أفضل المستثمرين يستغلون عدة مؤشرات اقتصادية، ويدمجونها معًا للحصول على نظرة ثاقبة للأنماط وعمليات التحقق ضمن مجموعات متعددة من البيانات.
لا يمكن إنكار الأهمية الموضوعية لأسعار الفائدة، والناتج المحلي الإجمالي، ومبيعات المنازل الحالية، والمؤشرات الأخرى. لماذا نركز على الأهمية الموضوعية هنا؟ لأن ما تحاول قياسه حقًا هو تكلفة النقود، والإنفاق، والاستثمار، ومستوى نشاط جزء كبير من الاقتصاد العام.
سوق الأسهم كمؤشر
تتوقع المؤشرات الرائدة اتجاه الاقتصاد مستقبلًا، وأحد أهم المؤشرات الرائدة هو سوق الأسهم نفسه، فرغم أنه لا يعتبر أهم مؤشر رائد إلا أنه المؤشر الذي يتطلع إليه أغلب الناس؛ لأن أسعار الأسهم عامل مهم في تقدير الأداء المستقبلي، وبالتالي يمكن معرفة اتجاه السوق من خلال سوق الأسهم بشرط أن تكون تقديرات الإيرادات دقيقة.
إن السوق القوي قد يوحي بأن تقديرات الإيرادات مرتفعة مما يوحي بدوره أن النشاط الاقتصادي ككل مرتفع. وعلى النقيض، السوق الضعيف قد يشير إلى أن إيرادات الشركة ستنخفض، ولكن يوجد بعض القيود التي يجب وضعها في الاعتبار عند استخدام سوق الأسهم كمؤشر؛ لأن توافق الأداء الفعلي مع التقديرات المتوقعة غير مضمون، وبالتالي يوجد عنصر خطر دائمًا في التوقعات المبنية على أداء سوق الأسهم.
علاوة على ذلك، تخضع الأسهم للتلاعب بالأسعار الذي تمارسه الشركات والمتداولون، وقد يتضمن التلاعب رفع أسعار السهم عن طريق أحجام التداول المرتفعة، واستراتيجيات المشتقات المالية المعقدة، والمبادئ المحاسبية الإبداعية – سواء كانت قانونية أو غير قانونية. سوق الأسهم ضعيف أيضًا أمام “الفقاعات” التي تؤدي إلى نتائج إيجابية زائفة حول الاتجاه المستقبلي للسوق.
أهم النقاط
- المؤشر الاقتصادي يمثل بيانات اقتصادية محددة، على مستوى الاقتصاد الكلي عادةً، يستخدمها المحللون في تفسير النشاط الاقتصادي والفرص الاقتصادية في الحاضر والمستقبل.
- أشهر المؤشرات الاقتصادية وأكثرها انتشارًا هي البيانات التي تصدرها الحكومات والمنظمات غير الهادفة للربح أو الجامعات.
- قد تكون المؤشرات رائدة – أي تسبق الاتجاهات – أو متأخرة – أي تؤكد الاتجاهات- أو متزامنة، أي تحدث الآن.
المصدر: www.investopedia.com