قابلية التوسع (Scalability) هي صفة في منظمة أو نظام أو نموذج أو وظيفة، تصف قدرتهم على التكيف وتحقيق أداء جيد تحت ضغط تزايد كَم العمل أو نطاقه. إن النظام الذي يمتلك قابلية توسع جيدة سيتمكن من الحفاظ على مستوى أداءه وكفاءته بل وتحسين مستواه رغم تزايد المتطلبات التشغيلية أكثر فأكثر.
يشير مصطلح “قابلية التوسع” في الأسواق المالية إلى قدرة المؤسسات المالية على التعامل مع تزايد متطلبات السوق، أما في بيئة الشركات، فالشركة القابلة للتوسع هي الشركة التي تستطيع الحفاظ على هامش أرباحها أو تحسينه مع زيادة حجم المبيعات.
تصف قابلية التوسع قدرة الشركة على النمو عندما تحتاج إلى زيادة الإنتاج دون أن يعوقها هيكلها أو الموارد المتاحة لها، وسواء كان هذا في السياق المالي أو سياق استراتيجية الأعمال.
ازدادت أهمية فكرة قابلية التوسع أكثر في السنوات الأخيرة؛ لأن التكنولوجيا سهلت عملية اكتساب العملاء وتوسيع الأسواق والتوسع.
يرتبط هذا المفهوم ارتباطًا وثيقًا بمصطلح اقتصاديات الحجم (economies of scale)، حيث تتمكن بعض الشركات من تقليل تكاليف إنتاجها وزيادة الربحية؛ لأنها تنمو بشكل أكبر وتنتج أكثر. بالنسبة للحالات التي تؤدي فيها زيادة الإنتاج إلى زيادة التكاليف وخفض الأرباح، يطلق عليها عدم تكافؤ الحجم (diseconomies of scale).
مثال على قابلية التوسع في قطاع التكنولوجيا
بعض شركات التكنولوجيا، على سبيل المثال، لديها قدرة مذهلة على التوسع بسرعة، مما يمنحها فرص نمو عالية. والسبب وراء ذلك هو نقص المخزون المادي ونموذج البرمجيات كخدمة (software-as-a-service) (SaaS) لإنتاج السلع والخدمات. لا تحتاج الشركات التي لديها نفقات تشغيل منخفضة ولا تتحمل عبء التخزين والمخزون إلى الكثير من الموارد أو بنية أساسية كبيرة كي تنمو بسرعة.
حتى الشركات التي ليست لها علاقة مباشرة بصناعة التكنولوجيا لديها قدرة أكبر على التوسع من خلال استخدام تقنيات محددة. على سبيل المثال، اكتساب العملاء، من خلال استخدام أدوات مثل الإعلان الرقمي، أصبح أسهل بكثير.
تستطيع المؤسسات المصرفية كذلك تطبيق استراتيجيات الإعلان الرقمي لزيادة التسجيل في الخدمات المصرفية على الإنترنت، وزيادة قاعدة عملائها وإيراداتها. تتضمن التقنيات الأخرى التي تساعد على التوسع تقنيات توفير العمالة مثل أنظمة إدارة المستودعات الآلية التي يستخدمها تجار التجزئة الكبار بما في ذلك أمازون (Amazon) ووول مارت (Wal-Mart).
اعتبارات خاصة
إن العمل التجاري القابل للتوسع هو الذي يركز على تطبيق العمليات التي تؤدي إلى زيادة كفاءة العمليات بحيث يساعد تدفق العمل وهيكل الأعمال على التوسع بسهولة.
تمتلك جميع الشركات القابلة للتوسع مجموعة من القادة الأقوياء، بما في ذلك المدراء التنفيذيين على مستوى الإدارة الوسطى والمستثمرين والمستشارين، الذين يقدمون الاستراتيجية والتوجيه. تطرح الشركات القابلة للتوسع أيضًا رسالة علامة تجارية متسقة في جميع أقسامها ومواقعها؛ لأن عدم تطبيق رسالة العلامة التجارية يؤدي إلى تجاهل الشركة لقيمتها الجوهرية أحيانًا، وبالتالي انخفاض قدرتها على التوسع. شركة ياهوو (Yahoo) مثال على ذلك، فبعد أن توسعت الشركة سريعًا، لم تعد تركز على عملها الأساسي، وأصبحت تتخبط في جميع الاتجاهات.
تمتلك الشركة القابلة للتوسع أدوات قياس فعالة، لذلك تستطيع تقييم العمل التجاري بأكمله وإدارته في كل مستوى. وتؤدي تلك الإدارة إلى عمليات فعالة وتساعد في وضع الميزانية الرأسمالية.
أهم النقاط
- تصف القابلية للتوسع قدرة النظام على التكيف بسهولة مع زيادة حِمل العمل ومتطلبات السوق.
- الشركة القابلة للتوسع تستفيد من وفورات الحجم، وتستطيع زيادة إنتاجها سريعًا.
- زادت أهمية القابلية للتوسع في السنوات الأخيرة؛ لأن التطور التكنولوجي سهّل اكتساب المزيد من العملات والتوسع في الأسواق العالمية.
المصدر: www.investopedia.com