التضخم المفرط (Hyperinflation) هو مصطلح يصف الزيادات السريعة والمفرطة في الأسعار العامة في الاقتصاد، وبينما يقيس التضخم وتيرة ارتفاع أسعار السلع والخدمات، يمثل التضخم المفرط تضخمًا يزداد بمعدل سريع جدًا، بنسبة تصل إلى أكثر من 50 ٪ شهريًا عادةً.
على الرغم من أن التضخم المفرط يعتبر حدث نادر بالنسبة للاقتصادات المتقدمة، لكنه حدث عدة مرات عبر التاريخ في دول مثل الصين وألمانيا وروسيا.
يُقاس التضخم باستخدام مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الذي يقيس القوة الشرائية.
يبلغ معدل التضخم الصحي حوالي 2٪ على المدى الطويل، ويعتبر معدل التضخم الأعلى من 2٪ مرتفعًا. التضخم المفرط هو حالة متطرفة من التضخم، وليس مجرد معدل تضخم مرتفع.
يحدث التضخم المفرط عندما ترتفع الأسعار بأكثر من 50٪ شهريًا، قد تقترب الزيادات اليومية من 200٪ أو أكثر عند حدوث تضخم مفرط.
على سبيل المثال، تخيل أنك تشتري نفس المنتجات دائمًا من متجر البقالة. إذا كان الاقتصاد يعاني من ارتفاع معدل التضخم بنسبة 5٪ في اليوم، فقد ترتفع فاتورة مشترياتك من 500 ريال في الأسبوع إلى 675 ريال في الأسبوع التالي، إلى 911 ريال في الأسبوع في الأسبوع التالي، وهكذا.
أسباب التضخم المفرط
على الرغم من وجود العديد من الظروف التي قد تؤدي إلى تضخم مفرط، سنقدم فإليك أكثر الأسباب شيوعًا للتضخم المفرط.
- العرض النقدي المفرط
تتحكم البنوك المركزية في المعروض النقدي المتداول بشكل عام، وتستطيع البنود المركزية زيادة كمية الأموال المتداولة في الظروف التي تبرر زيادة في المعروض النقدي تاريخيًا – مثل الركود أو الكساد. القصد من هذا الإجراء هو تشجيع البنوك على الإقراض والمستهلكين والشركات على الاقتراض والإنفاق.
ولكن إذا كانت زيادة المعروض النقدي غير مدعومة بالنمو الاقتصادي – الذي يُقاس بإجمالي الناتج المحلي – قد يؤدي ذلك إلى تضخم مفرط. إذا كان الناتج المحلي الإجمالي لا ينمو، سترفع الشركات الأسعار لزيادة الأرباح والبقاء في السوق.
ونظرًا لأن المستهلكين يمتلكون المزيد من المال، سيدفعون الأسعار الأعلى ويغذون التضخم. إذا استمر الإنتاج الاقتصادي في الركود أو الانكماش واستمر التضخم في الارتفاع، سترفع الشركات الأسعار أكثر، ويدفع المستهلكون أكثر، ويطبع البنك المركزي المزيد من الأموال، مما يؤدي إلى حدوث دورة من معدلات التضخم المتزايدة، ما يؤدي بدوره إلى تضخم مفرط.
- الطلب يساهم في التضخم
تضخم الطلب والسحب هو سيناريو يصبح فيه إجمالي الطلب مرتفعًا جدًا بالنسبة لإجمالي العرض. يؤدي هذا إلى زيادة الأسعار بسرعة بسبب عدم توفر سلع وخدمات كافية لتلبية الزيادة في الطلب الإجمالي من المستهلكين والشركات.
آثار التضخم المفرط
يمكن أن يتسبب التضخم المفرط في العديد من العواقب السلبية، فقد يبدأ الناس في تخزين البضائع، مثل تخزين الطعام. وفي المقابل، قد يؤدي كذلك إلى نقص في الإمدادات الغذائية.
عندما ترتفع الأسعار بشكل مفرط، تنخفض قيمة المال لأن التضخم يقلل القوة الشرائية للنقود. وانخفاض القوة الشرائية معناه أن المستهلكين ينفقون أموالاً أكثر لشراء سلع أقل. نتيجة لذلك، تقل الأموال المتاحة لهم لسداد الفواتير وشراء السلع الأساسية.
إضافةً إلى ذلك، قد لا يودع الناس أموالهم في المؤسسات المالية، مما يؤدي إلى توقف البنوك والمقرضين عن العمل. وقد تنخفض الإيرادات الضريبية أيضًا إذا لم يتمكن المستهلكون والشركات من الدفع، مما يؤدي إلى فشل الحكومات في توفير الخدمات الأساسية.
المصدر: