يتضمن التنبؤ بالأعمال (Business Forecasting) تقديم تخمينات مستنيرة بشأن مقاييس أعمال معينة، مثل نمو المبيعات، وتوقعات للاقتصاد ككل. تُتخذ القرارات المالية والتشغيلية بناءً على الظروف الاقتصادية وكيف يبدو المستقبل، حتى وإن كانت الصورة غير مؤكدة.
تستخدم الشركات التنبؤ لمساعدتها على وضع استراتيجيات الأعمال، وتُجمع بيانات الفترات السابقة وتُحلل لإيجاد الأنماط. واليوم، أحدثت البيانات الضخمة والذكاء الصناعي تحولاً كبيرًا في أساليب التنبؤ باتجاهات الأعمال. تقع جميع الأساليب في فئتين عامتين: النوعية والكمية.
قد يكون هناك تفاوتات كبيرة على المستوى العملي عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ باتجاهات الأعمال، ولكن على المستوى المفاهيمي، تتبع معظم التوقعات نفس العملية:
- اختيار مشكلة أو نقطة بيانات: وقد تكون شيء مثل “هل سيشتري الناس ماكينات صنع قهوة عالية المستوى؟”، أو “كيف ستكون مبيعاتنا في شهر مارس العام القادم؟”.
- اختيار المتغيرات النظرية ومجموعة البيانات المثالية: وهنا يحدد المتنبئ المتغيرات ذات الصلة التي يجب وضعها في الاعتبار، ويحدد كيفية جمع البيانات.
- وقت الافتراض: لتقليل الوقت والبيانات المطلوبين للوصول إلى توقع، يجب على المتنبئ وضع بعض الافتراضات لتبسيط العملية.
- اختيار النموذج: يختار المتنبئ النموذج المناسب لمجموعة البيانات، والمتغيرات المختارة، والافتراضات.
- التحليل: يُستخدم النموذج في تحليل البيانات، ووضع توقع بناءً على التحليل.
- التحقق: يُقارن التوقع مع ما حدث بالفعل لتحديد المشكلة، وتغيير بعض المتغيرات
بعد التحقق من صحة التحليل، يجب تحويله إلى صيغة ملائمة لتوصيل النتائج بسهولة إلى أصحاب المصلحة أو صناع القرار، وتعتبر مهارات التصوير البصري للبيانات وتقديمها مهارات مفيدة لجذب الانتباه.
أنواع التنبؤ باتجاهات الأعمال
١/ النماذج النوعية
إن النماذج النوعية ناجحة عادةً في التوقعات قصيرة الأجل، حيث نطاق التوقع محدود، ويمكن اعتبار التوقعات النوعية توقعات يوجهها الخبراء، بمعنى أنهم يعتمدون على معلومات وآراء المستثمرين المُطلعين أو السوق للوصول إلى اتفاق جماعي مستنير في الرأي.
ولكن يوجد بعض القيود التي تحُد من حركتها لأنها تعتمد على الآراء أكثر من اعتمادها على البيانات القابلة للقياس. تشمل النماذج النوعية:
- بحوث السوق: إجراء استطلاع على عدد كبير من الناس حول منتج أو خدمة معينة لتوقع عدد الناس الذين سيشترون المنتج أو يستخدمون الخدمة بمجرد إصدارها.
- أسلوب ديلفي: طلب آراء الخبراء في المجال، وتجميع وتحليل الآراء للوصول إلى توقع.
٢/ النماذج الكمية
تحاول النماذج الكمية إزالة العنصر البشري من التحليل تمامًا. تركز بشكل منفرد على البيانات، كما تحاول توقع نتائج متغيرات مثل الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل.
تشمل النماذج الكمية:
- أسلوب المؤشر: يعتمد أسلوب المؤشر على العلاقة بين مؤشرات معينة، كمثال: الناتج المحلي الإجمالي و البطالة هي معدلات ثابته نسبيًا مع مرور الوقت، وبالتالي فإن إتباع العلاقات، ثم إتباع المؤشرات الرائدة سيُمكّنك من تقدير أداء المؤشرات المتأخرة من خلال استخدام بيانات المؤشر الرائد.
- النمذجة الاقتصادية القياسية: ويصاغ النموذج في الغالب بصيغ رياضية، ويأخذ شكل معادلات أو متباينات، ليكون بمثابة شكل مبسط للمشكلة، وليمثل العلاقة التي يمكن قياسها كميا لمختلف العوامل والظروف المحيطة، وبشكل يمكننا من إيجاد حل للمشكلة أو المسألة بالطرق الرياضية المعروفة، وبالتالي إتخاذ القرارات المثالية.
- أساليب السلسلة الزمنية: تعتبر السلاسل الزمنية من أهم أسليب التنبؤ حول المستقبل من خلال وقائع الأمس واليوم.
- تستخدم السلسلة الزمنية البيانات السابقة لتوقع الأحداث المستقبلية، ويكمُن الفارق بين أساليب السلسلة الزمنية في التفاصيل الدقيقة. على سبيل المثال، منح البيانات الأحداث وزنًا أكبر أو حذف نقاط متطرفة معينة. يتتبع المتنبئ ما حدث في الماضي على أمل رسم صورة أفضل من المتوسط عما سيحدث في المستقبل. إن هذا الأسلوب هو أكثر أساليب التنبؤ بتوجهات الأعمال شيوعًا لأنه رخيص وليس أسوأ أو أفضل من باقي الأساليب.
المصدر:
https://www.investopedia.com/articles/financial-theory/11/basics-business-forcasting.asp