يعتبر العديد من خبراء السوق أن الإيرادات المتكررة شيء مرغوب ومطلوب جدًا لأنها تجعل الشركة أكثر استقرارًا، وتزيد قابلية التنبؤ بأدائها، من الناحيتين التشغيلية والمالية، مما يقلل من مخاطر حدوث أي تغيير جذري في الأعمال من شهر إلى آخر.
ما هي الإيرادات المتكررة؟
إن الإيرادات المتكررة (Recurring Revenue) هي جزء من إيرادات الشركة التي من المُرّجح أن تستمر في المستقبل، وعلى عكس المبيعات التي تتم لمرة واحدة، تُعَد هذه الإيرادات متوقعة ومستقرة ويمكن الاعتماد على استمرار تدفقها بدرجة يقين مرتفعة نسبيًا لفترات منتظمة.
تولي الشركات والمستثمرون والمحللون اهتمامًا خاصًا لإيرادات الشركة المسجلة في بيان الدخل، والتي تُسمى أيضًا باسم “السطر العلوي” (topline). يحدد السطر العلوي المحصلة النهائية، أو الربح، حيث يتم طرح جميع النفقات والضرائب من الإيرادات للحصول على صافي الدخل.
قد تكون الإيرادات ناتجة عن مبيعات تُجرى مرة واحدة أو عن سلسلة من المبيعات الدورية المتوقعة، وهذا النوع الأخير من الإيرادات يُسمى باسم “الإيرادات المتكررة”، وهو مهم جدًا بالنسبة للشركات التي تهتم بالحفاظ تدفق إيرادات ثابت ومتسق.
حاسبة الإيرادات المتكررة شهريًا (MRR)
إجمالي الإيرادات المتكررة شهريًا (MRR): 0 ر.س
أمثلة على الإيرادات المتكررة
قد تظهر الإيرادات المتكررة في أشكال مختلفة في مختلف الصناعات، وتتراوح الأمثلة من الشركات التي تتلقى مدفوعات شهرية من العملاء الملتزمين بعقود طويلة الأجل تمتد إلى ما بعد فترة المحاسبة الحالية، إلى العلامات التجارية ذات الأسماء الكبيرة التي يمكن أن تتوقع بشكل معقول استمرار تصدُر منتجاتها الشهيرة والرائدة في السوق لقوائم التسوق الاستهلاكي لسنوات قادمة.
العقود طويلة الأجل
ينتشر في العديد من الصناعات عقودًا تربط الشركات بعملائها عبر التزامات طويلة الأجل مقابل استخدام العملاء للخدمة بشكل نشط ومنتظم. على سبيل المثال، تطلب شركات الهاتف الخلوي من العملاء عادةً الدخول في عقود مدتها سنتان أو ثلاث أو حتى خمس سنوات بدفعات شهرية.
ستسجل هذه الشركات هذه الإيرادات المستقبلية لأنها شبه متأكدة من استلامها للدفعات الشهرية خلال مدة العقود الملزمة قانونًا التي وقعها العملاء.
تضيف الشركات بند إلغاء في عقودها بصفة عامة، حيث تُلزم العملاء بدفع مبلغ معين في حالة قيامهم بإلغاء عقودهم مبكرًا. إذا تمكن مُزوّد الخدمة من تقدير نسبة الإلغاء المبكر للعقود، سيتمكن من التنبؤ نسبيًا بدقة جميع الإيرادات الناتجة عن العقود، سواء التزم العملاء بتلك العقود حتى نهاية مدتها أم لا.
التجديد التلقائي للاشتراكات
إن الاشتراكات المزدهرة دائمًا هي أمثلة على مصادر الإيرادات المتكررة في الشركة، وتتضمن أمثلة هذا النوع من الاشتراكات خدمات مثل: سياسات التجديد التلقائي مثل في برنامج Office 365 الخاص بشركة ميكروسوفت، وتسجيلات مضادات الفيروسات Norton / McAfee، والخدمات السحابية، والمنشورات الإخبارية المطبوعة أو الرقمية، وغيرها.
تثق الشركات في أنها ستحصّل تلك المدفوعات حتى ينهي العملاء اشتراكاتهم. تُحسب الإيرادات المتكررة الشهرية عن طريق ضرب إجمالي عدد المستخدمين الذين يدفعون الاشتراك في “متوسط العائد من كل مستخدم” (ARPU)، وتُعَد مقياسًا هامًا بالنسبة للأعمال التجارية القائمة على الاشتراك.
البيع المتقاطع للبضائع التكميلية
إن الشركات التي تبيع منتجات لا يمكن استخدامها إلا مع ملحقات أخرى تنتجها نفس الشركة تستطيع الاعتماد عادةً على تلقي إيرادات يمكن التنبؤ بها في المستقبل.
على سبيل المثال، ماكينة صنع القهوة الشخصية لاتتوافق إلا مع ماركة واحدة من الأكواب، وما شابه ذلك، ستحتاج إلى شراء تلك الأكواب باستمرار، وبالتالي تعتبر مبيعاتها بمثابة إيرادات متكررة للشركات.
العلامات التجارية الكبرى ذات العملاء الأوفياء
الشركات التي تحمل اسمًا تجاريًا راسخًا في السوق لديها قاعدة من العملاء المخلصين الذين من المرجح جدًا أن يستمروا في شراء منتجاتها، وشركة كوكاكولا هي خير مثال على ذلك.
يستهلك عملاء الشركة في جميع أنحاء العالم مشروباتها الغازية عدة مرات في اليوم، واستمروا في شراء المنتجات بشكل متكرر على مدار عقود من الزمن، وبشكل جعل كوكاكولا قادرة على تحديد عدد الزجاجات أو العلب التي من المحتمل أن تبيعها في المستقبل.
يعتبر العديد من خبراء السوق أن الإيرادات المتكررة شيء مرغوب ومطلوب جدًا لأنها تجعل الشركة أكثر استقرارًا، وتزيد قابلية التنبؤ بأدائها، من الناحيتين التشغيلية والمالية، مما يقلل من مخاطر حدوث أي تغيير جذري في الأعمال من شهر إلى آخر.
هذا الاستقرار له ثمن رغم ذلك، إذ يرغب المستثمرون بانتظام في دفع المزيد من الأموال مقابل الأرباح التي تحققها الشركات ذات الإيرادات المتكررة، لأن توقعاتهم تعتبر ذات مصداقية أكبر. هذا معناه بالطبع أن أي مؤشر على انخفاض المبيعات يمكن أن يثير المزيد من الذعر. تنتهي جميع العقود في نهاية المطاف، ويمكن أن ينقلب حظ الشركة وقوة السوق مع مرور الوقت نتيجة تغير عادات المستهلك ودخول منافسين جدد إلى السوق.