الأموال الساخنة

الأموال الساخنة (Hot Money) تطلق على العملة التي تتنقل بين الأسواق المالية بسرعة وانتظام، وتضمن حصول المستثمرين على أعلى أسعار فائدة قصيرة أجل متاحة في السوق. تنتقل الأموال الساخنة باستمرار من الدول ذات أسعار الفائدة المنخفضة إلى الدول ذات أسعار الفائدة المرتفعة، وتؤثر تلك التحويلات المالية على سعر الصرف، وقد تؤثر على رصيد مدفوعات (balance of payments) الدولة. قد يطلق مصطلح الأموال الساخنة أيضًا على الأموال المسروقة التي وضع عليها علامات خاصة تسهل تتبعها وكشفها.

 

لا تقتصر الأموال الساخنة على عملات الدول المختلفة وحسب، وإنما تشمل أيضًا رأس المال المستثمر في الأعمال التجارية المتنافسة. تسعى البنوك إلى جذب الأموال الساخنة عن طريق طرح شهادات إيداع (certificates of deposit ) (CDs) قصيرة أجل بأسعار فائدة أعلى من المتوسط، وإذا خفضت البنوك أسعار فائدتها، أو إذا قدمت مؤسسة مالية منافسة أسعار فائدة أعلى، سينقل المستثمرون أموالهم الساخنة إلى البنك الذي يمنحهم سعر فائدة أفضل.

في السياق العالمي، تنتقل الأموال الساخنة بين اقتصادات الدول المختلفة، ولكن هذا يتوقف على إزالة الحواجز التجارية بين الدول، وتأسيس بنية تحتية مالية عالية المستوى. من ثم، يمكن القول بأن الأموال الساخنة تتدفق إلى مناطق النمو المرتفع التي يحتمل أن تقدم عوائد أكبر على الاستثمار. على النقيض، تهرب الأموال الساخنة من الدول والقطاعات الاقتصادية منخفضة الأداء.

 

الصين مثال على سوق الأموال الساخنة والباردة

يقدم الاقتصاد الصيني مثالًا واضحًا على تقلبات الأموال الساخنة، فمع بداية القرن الحادي والعشرين، توسع اقتصاد الصين بمعدل سريع جدًا، وصاحب ذلك ارتفاعًا هائلًا في أسعار الأسهم الصينية؛ مما جعل الصين واحدة من أكبر أسواق الأموال الساخنة في التاريخ، ولكن حركة الأموال المتدفقة إلى الصين عكست اتجاهها سريعًا بعد انخفاض قيمة اليوان الصيني بنسبة كبيرة، وحدوث تصحيح (correction) هائل في سوق الأسهم الصيني. وقدر لويس كويجس، كبير محللي الاقتصاد الصيني في بنك اسكتلندا الملكي، أن الصين خسرت حوالي 300 مليار دولار من الأموال الساخنة في ستة أشهر فقط، في الفترة من سبتمبر 2014م إلى مارس 2015م.

إن معدل انعكاس حركات تدفق الأموال في سوق المال الصيني ليس له مثيل، ففي الفترة من 2006م إلى 2014م، تضاعف احتياطي العملات الأجنبية في الدولة، ووصل رصيدها إلى 4 تريليون دولار، ناتجة جزئيًا عن الاستثمار الأجنبي طويل الأجل في الأعمال التجارية الصينية، ولكن جزء كبير من هذا الرصيد كان ناتجًا عن الأموال الساخنة أيضًا، حين اشترى المستثمرون السندات ذات أسعار الفائدة الكبيرة، وجمعوا الأسهم التي يتوقع أن تحقق عائد مرتفع مستقبلًا. علاوة على ذلك، اقترض المستثمرون أموالًا هائلة من الصين بأسعار فائدة منخفضة، بهدف شراء سندات عالية الفائدة من دول أخرى.

رغم أن السوق الصيني أصبح وجهة جذابة للأموال الساخنة، بفضل ازدهار سوق الأسهم والعملة القوية، إلا أن معدل تدفق الأموال تباطأ بشدة عام 2016م؛ لأن أسعار الأسهم وصلت إلى ذروتها، ولم يعد يمكن تحقيق عوائد جيدة منها. علاوة على ذلك، أدى تقلب اليوان منذ عام 2013م إلى خروج عدد كبير من المستثمرين من السوق، وانخفض احتياطي النقد الأجنبي في الدولة بأكثر من 250 مليار دولار خلال فترة التسعة أشهر من يونيو 2014م إلى مارس 2015م.

وقعت أحداث مشابهة عام 2019م، حيث قدر معهد التمويل الدولي أن المستثمرين سحبوا رؤوس أموال تزيد قيمتها عن 60 مليار دولار من الاقتصاد الصيني في الفترة بين مايو ويونيو من ذلك العام، بسبب فرض ضوابط أكثر على رأس المال، بالإضافة إلى انخفاض قيمة اليوان.

ملحوظة مهمة: يتم توجيه نشاط الأموال الساخنة بشكل عام نحو الاستثمارات قصيرة الأجل.

 

أهم النقاط

  • الأموال الساخنة هي رأسمال ينقله المستثمرون بانتظام بين اقتصادات الدول والأسواق المالية للتربح من أعلى أسعار فائدة قصيرة الأجل.
  • تجذب البنوك الأموال الساخنة إلى الاقتصاد عن طريق طرح شهادات إيداع قصيرة الأجل بأسعار فائدة أعلى من المتوسط.
  • يعد الاقتصاد الصيني مثالًا على سوق الأموال الساخنة التي تحولت إلى أموال باردة بعد هروب المستثمرين من السوق.

 

 

المصدر: www.investopedia.com

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن