الصناعة الثقيلة

الصناعة الثقيلة (Heavy industry) ترتبط بالأعمال التجارية التي تحمل عادة تكاليف لرأسمالية عالية (capital intensive)، وحواجز كبيرة للدخول إلى سوقها، إضافة إلى صعوبة نقل منتجاتها. يشير مصطلح “ثقيلة” إلى حقيقة أن المواد التي تنتجها “الصناعات الثقيلة” كان أغلبها يتكون من الحديد والفخم والنفط والسفن وما إلى ذلك. واليوم أصبحت تشير إلى الصناعات التي تضر البيئة عن طريق التلوث وإزالة الغابات ونحوها.

 

تتضمن الصناعة الثقيلة منتجات كبيرة وثقيلة، أو معدات ومرافق كبيرة وثقيلة (مثل المعدات الثقيلة، والماكينات الكبيرة، والمباني الضخمة)، أو التي تشمل عمليات معقدة أو متعددة. نظرًا لهذه العوامل، تعد الصناعة الثقيلة صناعة ذات تكاليف رأسمالية عالية (كثافة رأسمال) مقارنة بالصناعات الخفيفة. تتسم الصناعة الثقيلة أيضًا بالطبيعة الدورية للاستثمار والتوظيف كذلك.

إن صناعة النقل والإنشاءات، وأعمال التوريد والصناعة الخاصة بهم، كانا المكون الأساسي للصناعة الثقيلة في العصر الصناعي، بالإضافة إلى بعض أعمال التصنيع كثيفة رأس المال. تشمل الأمثلة التقليدية على الصناعة الثقيلة منذ عصر الثورة الصناعية وحتى بداية القرن العشرين كل من صناعة الصلب، وإنتاج المدفعية، وتركيب القاطرات، وبناء الآلات، وأنواع التعدين الثقيلة. عندما ظهرت الصناعة الكيميائية والصناعة الكهربائية، ضمت عناصر من الصناعة الثقيلة والخفيفة، وحدث هذا أيضًا مع صناعة السيارات وصناعة الطائرات. أصبحت صناعة إنشاء السفن الثقيلة منتشرة بعد أن حل الصلب محل الخشب في السفن الحديثة. عادة ما تتميز الصناعة الثقيلة بالأنظمة الكبيرة مثل إنشاء ناطحات السحاب والسدود الكبيرة في عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتصنيع الصواريخ الكبيرة، وتوربينات الرياح العملاقة في القرن الحادي والعشرين.

أحد السمات الأخرى للصناعة الثقيلة أنها تبيع منتجاتها إلى عملاء صناعيين آخرين وليس إلى مستهلكين نهائيين. تمثل الصناعات الثقيلة جزءً من سلسلة توريد المنتجات الأخرى، ونتيجة لذلك، ترتفع أسهمها في بداية مراحل الانتعاش الاقتصادي، وهي أول المستفيدين من زيادة الطلب على المنتجات.

 

الصناعة الثقيلة في آسيا

يعتمد اقتصاد العديد من دول شرق آسيا على الصناعة الثقيلة، من بينها الشركات اليابانية والكورية، التي يعمل أغلبها في تصنيع منتجات الطيران، ومقاولي أسلحة دفاعية مع الحكومة. ومن الأمثلة، شركة فوجي (Fuji) اليابانية للصناعات الثقيلة، ومشروع هيونداي روتيم (Hyundai Rotem) الكورية، وهو مشروع مشترك بين شركة هيونداي للصناعات الثقيلة وشركة دايوو للصناعات الثقيلة.

ركزت الدول الآسيوية الشيوعية في القرن العشرين على الصناعات الثقيلة كمجال للاستثمارات الكبيرة في خططهم الاقتصادية، وجاء هذا القرار نتيجة الخوف من عدم القدرة على الحفاظ على تكافؤ القوة العسكرية مع القوى الأجنبية. على سبيل المثال، حركة التصنيع الهائلة في الاتحاد السوفييتي في الثلاثينيات، التي كان محورها الصناعات الثقيلة، كان هدفها رفع قدرة الدولة على إنتاج الشاحنات والدبابات والمدافع والطائرات والسفن الحربية، والوصول بها إلى مستوى يجعل الاتحاد السوفييتي دولة عظمى.

 

 

المصدر: www.investopedia.com

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن