المحيط الأزرق

“المحيط الأزرق” (Blue Ocean) هو مصطلح عامّي لمساحة السوق غير المتنازع عليها أو بدون منافسة لصناعة غير معروفة أو ابتكار. صاغها البروفيسور تشان كيم والبروفيسورة رينيه ماوبورجن في كتابهما استراتيجية المحيط الأزرق: كيفية إنشاء سوق غير معروف وجعل المنافسة غير هامة. المحيطات الزرقاء هي القطاعات المرتبطة بالأرباح المحتملة العالية.

في الصناعة القائمة تتنافس الشركات مع بعضها البعض مقابل كل حصة متاحة من السوق. غالباً ما تكون المنافسة شديدة لدرجة أن بعض الشركات لا تستطيع البقاء. يوصف هذا النوع من الصناعة بمفهوم المحيط الأحمر الذي يمثل حصة سوقية مشبَّعة جداً بالمنافسة ويكون فيها البقاء للأقوى. ولتجنب المنافسة المكلفة يمكن للشركات أن تبتكر أو تتوسع على أمل العثور على محيط أزرق أي سوق جديد حيث لا توجد شركات تعمل حالياً في تلك الصناعة تاركة الفرصة للتوسع دون منافسة.

 

أمثلة على استراتيجيات المحيط الأزرق:

يقدم كل من كيم و ماوبورجن في كتابهم 150 إستراتيجية للمحيط الأزرق قامت بها الشركات على مدار 100 عام تقريباً. تعتبر فورد وأبل مثالين على الشركات الرائدة التي أنشأت محيطاتها الزرقاء وذلك من خلال السعي إلى تحقيق تميزعالي للمنتجات بتكلفة منخفضة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة المنافسة.

 

شركة فورد موتور:

في عام 1908م قدمت شركة فورد للسيارات طراز تي (Model T) كسيارة للجميع. صُممت فقط  كنموذج ولون واحد فقط وكانت جيدة للإستخدام ويمكن الوثوق بها ومتوفرة بأسعار معقولة. في حينها كانت صناعة السيارات لا تزال في نشأتها، ولكن كان هناك حوالي 500 من صنّاع السيارات ينتجون سيارات مصنوعة حسب الطلب باهظة الثمن وغير موثوق بها. ابتكرت شركة فورد عملية تصنيع جديدة للسيارات القياسية بإنتاج ضخم وبجزء ضئيل من أسعار السيارات الأخرى. قفزت الحصة السوقية للنموذج T من 9% في عام 1908م إلى 61% في عام 1921م عندما حلت كوسيلة نقل رئيسية محل عربات الخيول.

 

شركة أبل:

وجدت شركة أبل محيطها الأزرق بتقديم خدمة تنزيل الموسيقى آيتونز iTunes. على الرغم من أنه يتم تنزيل مليارات ملفات الموسيقى بشكل غير قانوني كل شهر فقد قامت أبل بإنشاء أول تنسيق قانوني لتحميل الموسيقى في عام 2003. كان من السهل استخدام الخدمة مما يوفر للمستخدمين القدرة على شراء الأغاني الفردية بسعر معقول. فازت شركة آبل بملايين من مستمعي الموسيقى الذين كانوا يقومون بقرصنة نسخ من الموسيقى من خلال تقديم صوت عالي الجودة إلى جانب ميزات البحث والتنقل. حققت شركة آبل نجاحاً كبيراً لها ولمنتجي الموسيقى ولللمستمعين عن طريق إنشاء تدفق جديد من الأرباح من سوق جديد مع توفير وصول أكثر ملاءمة للموسيقى. تمثل آيتونز iTunes نسبة 60% من سوق الموسيقى الرقمية العالمية.

 

 

كتبه:

أ. أريج الشهري

 

المصدر:

investopedia.com

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن