حرب الأسعار (Price War) هي تبادل تنافسي بين الشركات المنافسة التي تخفض الأسعار للتغلب على بعضها البعض. ويمكن استخدام حرب الأسعار لزيادة العائدات على المدى القصير أو كاستراتيجية طويلة الأجل للحصول على حصة سوقية أكبر في السوق. يمكن منع حروب الأسعار من خلال إدارة الأسعار الاستراتيجية (مع التسعير الغير عدواني) وفهم شامل للمنافسة أو حتى التواصل مع المنافسين.
عندما تريد شركة حصتها السوقية، عادةً أسهل طريقة هي تقليل الأسعار مما يترتب عليها زيادة من مبيعات المنتجات. قد تضطر الشركات المنافسة على أن تحذو حذوها عندما تكون منتجاتها متشابهة ومع انخفاض الأسعار تزداد كمية المبيعات ويحصل العملاء في النهاية على الفوائد. يتم الوصول إلى نقطة سعر لا تستطيع سوى شركة واحدة تحملها، وسوف تضطر بعض الشركات بإن تبيع بخسارة في محاولة القضاء على المنافسة تماماً. ومن ثم بعد خروج المنافسين تقوم بالتحكم بالسعر المناسب لها.
ماذا قد يشعل حرب الأسعار؟
قد تكون حروب الأسعار مدفوعة بالمنافسة بين الشركات المحلية لبعضها البعض وتريد أن تسيطر على البصمة الجغرافية التي تشغلها وتقدمها. في حالة الشركات المنافسة عبر الإنترنت قد تبدأ حروب الأسعار مع الشركات المنافسة لها عبر الإنترنت أيضا، وكذلك الشركات الغير متصلة على الإنترنت التي تريد نفس الديموغرافية للعملاء.
الشركات التي تنخرط في حروب الأسعار تختار أن تقلل من هوامش أرباحها الحالية لجذب المزيد من العملاء من أجل تخفيف هذه الآثار. قد يكون للشركة ترتيب مع مورديها لشراء المواد أو المنتجات النهائية بخصم كبير مقارنةً مع الشركات المنافسة وهذا من شأنه تمكين الشركة مع خفض أسعارها للعملاء إلى أقل من ذلك بكثير ولفترات أطول مقارنةً مع الشركات المنافسة. ربما يصدف في مثل هذه الحالات بأن المورّد قد يعاني بالفعل من الخسارة بدلاً من الشركة التي تعمل في حرب الأسعار. قد تملك الشركات التي تنقل كميات كبيرة من المنتجات القوة الشرائية للاستفادة من هذه الاتفاقيات.
أمثلة على حرب الأسعار:
على سبيل المثال.. قد يكون لمتاجر التجزئة الوطنية الكبرى التي تبيع كميات كبيرة من منتج ما من خلال مواقعها عبر البلاد صفقة مع الموارد لملك مخزونها بسعر مخفّض وهذا من شأنه السماح لمتاجر التجزئة الرئيسية بيع المنتج بأقل من أسعار السوق. ورداً على ذلك قد يحاول تجار التجزئة المحليون الذين يتنافسون مع بائع التجزئة الكبير على تقديم خصومات قصيرة الأجل للعملاء. يمكن لمتاجر التجزئة الكبيرة تصعيد الموقف إلى حرب الأسعار مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها حتى أقل مما يستطيع تجار التجزئة المحليين تحمله. وهذا ما فعلته شركة بيع التجزئة المشهورة وول مارت (Walmart) عندما قامت بتخفيض أسعارها مما جعل المنافسين في يقللون من أسعارهم وأيضا أجبرت الموردين على بيع منتجاتهم على وول مارت بالسعر الذي تفرضه عليهم وول مارت. وأخيراً هذه الممارسات إذا تم الحفاظ عليها لفترات طويلة الأجل قد تجبر تجار التجزئة المحليين على الخروج من العمل.
وهناك شكل آخر لحرب الأسعار، وهو إبقاء الشركة على أسعارها في حال رفع المنافسين لأسعار منتجاتها وهذا ما حدث في سوق الألبان السعودي مؤخرا عندما قررت شركة المراعي أحد أكبر المنتجين للألبان والحليب في السعودية والخليج إلى رفع الأسعار انتفض المستهلكين وطالبوا بمقاطعة منتجاتها نهائياً، في ذات الوقت قررت نادك الشركة المنافسة لشركة المراعي عدم رفع الأسعار وإبقاء الأسعار على ما هي عليه وقامت برفع هاشتاق على مواقع التواصل الاجتماعي #نادك_إبتسامة_كل_يوم. مما أدّى إلى زيادة التفاعل على الهاشتاق في مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا أعطاها تقدير أكثر عند المستهلكين وإعطائها فرصة للحفاظ على قاعدة عملائها واكتساب عملاء جزء من عملاء المراعي والتمسك بالسعر وعدم رفعه.
كتابة:
أ. عُميشة الشمري
المصدر:
https://www.investopedia.com/