تحدث حالات عدم تحقيق وفورات الحجم (Diseconomies of Scale) عندما تنمو الشركة أو الأعمال التجارية بشكل كبير جدًا بحيث تزيد تكلفة إنتاج كل وحدة، وتتوقف الشركة عن الاستفادة من وفورات الحجم الكبير. وبناء على ذلك، بدلاً من أن تحقق الشركة انخفاضًا مستمرًا في التكاليف وزيادة الإنتاج، تحقق زيادة في التكاليف عند زيادة الإنتاج.
تحدث حالات عدم تحقيق وفورات الحجم نتيجة لعدة أسباب، ولكن يمكن تصنيفها جميعًا إلى تصنيفين عامين هما الأسباب الداخلية والأسباب الخارجية. يمكن أن تنشأ حالات عدم تحقيق وفورات الحجم الداخلية من المشكلات الفنية في الإنتاج أو المشكلات التنظيمية داخل هيكل الشركة أو الصناعة.
وقد تنشأ حالات عدم تحقيق وفورات الحجم الخارجية بسبب القيود التي تفرضها البيئة التي تعمل فيها الشركة أو الصناعة. بشكل أساسي، فإن عدم تحقيق وفورات الحجم ينتج عن تزايد مشكلات الشركة بعد أن استطاعت بالفعل تحقيق مزايا وفورات الحجم وتقليل تكاليفها فيما سبق.
أول المواقف الإشكالية هو حالة الاكتظاظ، حيث يحدث تعارض مستمر بين الموظفين والآلات، مما يقلل من الكفاءات التشغيلية. وينشأ الموقف الثاني عندما يرتفع مستوى النفايات التشغيلية بسبب نقص التنسيق المناسب. أما الموقف الإشكالي الثالث المسبب لعدم تحقيق وفورات الحجم فيقع عندما يكون هناك تناقض في مستوى المستوى الأمثل لمخرجات العمليات المختلفة.
أنواع عدم تحقيق وفورات الحجم
تتضمن حالات عدم تحقيق وفورات الحجم الداخلية إما قيودًا فنية على عملية الإنتاج التي تستخدمها الشركة أو المشكلات التنظيمية التي تزيد التكاليف أو تهدر الموارد دون أي تغيير في عملية الإنتاج المادية.
- حالات عدم تحقيق وفورات الحجم الفنية
تتضمن حالات عدم تحقيق وفورات الحجم الفنية قيودًا مادية على مناولة وتجميع المدخلات والسلع قيد المعالجة. يمكن أن يشمل ذلك الاكتظاظ وعدم التطابق بين مقاييس الجدوى أو سرعة المدخلات والعمليات المختلفة.
غالبًا ما يكون تأثير الاكتظاظ داخل المنظمة هو السبب الرئيسي لعدم تحقيق وفورات الحجم. يحدث هذا عندما تنمو الشركة بسرعة كبيرة، وتعتقد أنها يمكن أن تحقق وفورات الحجم إلى الأبد. على سبيل المثال، إذا تمكنت شركة ما من تقليل تكلفة إنتاج كل وحدة من منتجها في كل مرة تضيف فيها آلة إلى مستودعاتها، فقد تعتقد أن زيادة عدد الآلات إلى الحد الأقصى هي طريقة رائعة لتقليل التكاليف.
- حالات عدم تحقيق وفورات الحجم التنظيمية
يمكن أن تحدث حالات عدم تحقيق وفورات الحجم التنظيمية لأسباب عديدة، ولكنها تنشأ بشكل عام بسبب صعوبة إدارة قوة عاملة أكبر. ويمكن تحديد العديد من المشاكل المرتبطة بعدم تحقيق وفورات الحجم.
أولاً، تقل فعالية التواصل. فمع توسع الأعمال التجارية، تزداد صعوبة التواصل بين الإدارات المختلفة. وقد لا يكون لدى الموظفين تعليمات أو توقعات صريحة من الإدارة. في بعض الحالات، يصبح التواصل الكتابي أكثر انتشارًا من الاجتماعات وجهًا لوجه، مما قد يؤدي إلى تقليل التعليقات والملاحظات من الموظفين.
أحد العيوب الأخرى في عدم تحقيق وفورات الحجم هو الدافع، فالشركات الكبيرة جدًا قد تعزل الموظفين عن بعضهم، وتجعلهم يشعرون بأنهم لا يحظون بالتقدير الكافي، مما قد يؤدي إلى انخفاض في الإنتاجية.
- حالات عدم تحقيق وفورات الحجم الخارجية
يمكن أن تنتج حالات عدم تحقيق وفورات الحجم الخارجية عن قيود الموارد الاقتصادية أو القيود الأخرى المفروضة على شركة أو صناعة من قبل البيئة الخارجية التي تعمل ضمنها. وعادةً ما تتضمن القيود المفروضة على القدرة على استغلال الموارد المشتركة والسلع العامة أو زيادة تكاليف المدخلات بسبب عدم مرونة سعر عرض المدخلات.
يمكن أن تنشأ القيود الخارجية على القدرة عندما لا يتمكن مورد مشترك أو منفعة عامة محلية من مواكبة الطلب عليه مع زيادة الإنتاج. يعد الازدحام على الطرق السريعة العامة ووسائل النقل الأخرى اللازمة لشحن منتجات الشركة مثالاً على هذا النوع من عدم تحقيق وفورات الحجم.
مع زيادة الإنتاج، يمكن أن تزيد التكاليف اللوجستية لنقل البضائع إلى الأسواق البعيدة زيادة كافية لتعويض أي وفورات حجم. أحد الأمثلة الشائعة الأخرى هو نضوب مورد طبيعي مهم، ووصوله إلى مستوى أقل من قدرته على تجديد نفسه، وهو سيناريو مأساوي متكرر. مع تزايد ندرة المورد ونفاده في النهاية، تزداد تكلفة الحصول عليه بشكل كبير.
يعد عدم مرونة سعر العرض الخاص بالمدخلات الرئيسية المتداولة في السوق سببًا مرتبطًا بعدم تحقيق وفورات الحجم. في هذه الحالة، إذا حاولت إحدى الشركات زيادة الإنتاج، فستحتاج إلى شراء المزيد من المدخلات، ولكن المدخلات التي سعرها غير مرن ستعني زيادة سريعة في تكاليف المدخلات بما لا يتناسب مع الزيادة في كمية المخرجات المحققة.
المصدر: