الاقتصاد السائد

الاقتصاد السائد (Mainstream Economics) هو مصطلح يستخدم لوصف مدارس الفكر الاقتصادي التقليدية أو المتعصبة. تستند العديد من النماذج والمعتقدات الأساسية للاقتصاد السائد إلى المفاهيم التي تنطوي على الندرة الاقتصادية، ودور التنظيم الحكومي أو أي إجراء آخر يؤثر على قرار مُتخذ القرار، ومفهوم المنفعة، وفكرة أن الناس هم متخذي قرارات عقلانيون، يتخذون القرارات التي تستند فقط إلى المعلومات المتاحة وليس على المشاعر.

علم الاقتصاد السائد ليس فرعًا من فروع علم الاقتصاد بحد ذاته، ولكنه يستخدم لوصف النظريات التي غالبًا ما تُعتبر جزءًا من الاقتصاد الكلاسيكي الجديد.

يتبع علم الاقتصاد السائد نظرية الاختيار العقلاني، التي تفترض أن الأفراد يتخذون قرارات من شأنها تعظيم منفعتهم الخاصة، ويستخدمون الإحصائيات والنماذج الرياضية لإثبات النظريات وتقييم التطورات الاقتصادية المختلفة. يتم تدريس العديد من الفئات والمفاهيم الأساسية المركزية للاقتصاد السائد في الجامعات بالفعل.

 

نقد الاقتصاد السائد

يعتبر علم الاقتصاد السائد بمثابة دراسة متخذي القرار العقلانيين في عالم المقايضات، وقد واجه العديد من التحديات. إن مدارس الفكر الاقتصادي خارج علم الاقتصاد السائد – التي تسمى الاقتصاد غير التقليدي – أكثر تشككًا في دور الحكومة وعقلانية متخذي القرارات.

النقد الرئيسي للاقتصاد السائد هو عدم وضع العوامل الخارجية في الاعتبار. على سبيل المثال، يفترض هذا النوع من الفكر الاقتصادي أن متخذي القرارات يتصرفون بعقلانية تامة، ويفترض أن الأفراد أنانيون وسيعملون دائمًا لتحقيق مصلحتهم الخاصة. لا يوجد مكان للمخاوف الأخلاقية أو الإيثار في الاقتصاد السائد، ومن المتوقع أن تحرك يد خفية الأسواق دون خوف أو محاباة.

مع ذلك، أصبح المنظرون الاقتصاديون الجدد أصبحوا تقبلاً لفكرة أن الناس ليسوا عقلانيين تمامًا. في الواقع، ظهر مجال دراسي جديد تمامًا يُسمى الاقتصاد السلوكي متخصص في دراسة هذه المسألة. الأسواق ليست كفء تماما أيضًا، والعوامل التي تؤثر على قرار متخذ القرار لا يمكن دائمًا قياسها. يبدو أن هذه المعتقدات أصبحت أكثر شيوعًا منذ الكساد العظيم.

لا يركز الاقتصاد السائد أيضًا على اكتساب المخاوف الاقتصادية لمزيد من الزخم حاليًا، مثل الاستدامة والتلوث. ومرة أخرى، الاقتصاد البيئي هو مجال منفصل يدرس المحفزات وضرورة وضع السياسات الموجهة بشكل خاص نحو تعزيز الممارسات والأعمال المستدامة.

 

مثال على الاقتصاد السائد

النظريات المبكرة التي تدور حول تطوير الاقتصاد كمجال للدراسة هي جزء من علم الاقتصاد السائد.

على سبيل المثال، تعتبر نظرية اليد الخفية المسؤولة عن تحريك الأسواق جزءًا من علم الاقتصاد السائد. في هذه النظرية، من المفترض أن تعمل المصلحة الشخصية الفردية وحرية الإنتاج والاستهلاك بشكل جماعي لتعظيم الصالح العام.

تلعب الحكومات دورًا ضئيلاً أو معدومًا في هذه النظرية، وينصب دورها في الغالب على ضمان اتباع سيادة القانون. ومع ذلك، فقد أثبتت الأحداث الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بالكساد العظيم، أن الصالح العام ليس دائمًا النتيجة النهائية الناتجة عن سعي الأفراد لتحقيق الأرباح.

 

المصدر:

https://www.investopedia.com/terms/m/mainstream-economics.asp

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن