إن المثلث التصاعدي (Ascending Triangle) هو نمط بياني يُستخدم في التحليل التقني، وينشأ عن حركات السعر التي تتيح رسم خط أفقي على طول قمم التأرجح، ورسم خط اتجاه صاعد على طول قيعان التأرجح. يشكّل الخطان مثلثًا، ويراقب العادات نقاط الاختراق الناتجة عن الأنماط المثلثة عادةً. قد يحدث الاختراق في الخط الصاعد أو الهابط.
يُطلق على المثلثات التصاعدية عادةً مصطلح “الأنماط الاستمرارية” بالنظر إلى أن اتجاه السعر سيخترق مستوى معين في نفس الاتجاه الذي كان موجودًا قبل تشكّل المثلث مباشرةً.
إن المثلث التصاعدي قبل للتداول من ناحية أنه يوفر نقطة دخول واضحة، وهدف ربحي، ومستوى إيقاف خسارة. ويمكن مقارنته مع المثلث التنازلي.
يُعتبر المثلث التصاعدي نمطًا استمراريًا بصفة عامة، بمعنى أن النمط مهم إذا حدث في اتجاه صاعد أو اتجاه هابط، وبمجرد حدوث الاختراق أو الابتعاد عن المثلث، يميل المتداولون إلى شراء أو بيع الأصول بقوة، ويعتمد ذلك على اتجاه اختراق السعر.
يساعد زيادة حجم التداول على تأكيد حدوث الاختراق، لأنه يُظهر اهتمامًا متزايدًا مع تحرك السعر للخروج من النمط.
يتطلب تشكيل خطوط اتجاه مثلث تصاعدي ارتفاعيّ تأرجح وانخفاضيّ تأرجح على الأقل، ولكن وجود عدد كبير من نقاط خط الاتجاه ينتج عنه نتائج تداول موثوقة أكثر. وبالنظر إلى أن خطوط الاتجاه تتقارب مع بعضها، إذا استمر السعر في الحركة داخل المثلث في تأرجحات متعددة، ستصبح حركة السعر مضغوطة أكثر، وستؤدي غالبًا إلى اختراق أقوى في النهاية.
إن حجم التداول عادة ما يكون أقوى أثناء فترات الاتجاه مقارنةً بفترات التماسك والاندماج، ويعتبر المثلث نوعًا من أنواع التماسك، وبالتالي يميل الحجم للانكماش في أثناء مرحلة المثلث التصاعدي. كما ذكرنا سابقًا، يتطلع المتداولون إلى زيادة الحجم في نقطة الاختراق، لأن هذا يساعد في تأكيد أن السعر من المرجح أن يواصل مساره في اتجاه الاختراق. إذا حدث اختراق السعر عند حجم منخفض، فهذا جرس إنذار يدل على أن الاختراق ضعيف. قد يعني ذلك أن السعر سيعود إلى النمط مرة أخرى، ويُسمى ذلك بالاختراق الزائف.
عند التداول، يُحسب الدخول عادةً عندما يحدث اختراق السعر. اشتري إذا حدث الاختراق في نقطة صعود، وبِع على المكشوف/بِع إذا حدث الاختراق في نقطة هبوط. يوضع أمر إيقاف الخسارة خارج الجانب المقابل من النمط مباشرةً. على سبيل المثال، إذا جرى تداول شراء في اختراق صاعد، سيوضع أمر إيقاف الخسارة أسفل خط الاتجاه السفلي مباشرة.
يمكن تقدير هدف الربح بناءً على ارتفاع المثلث المضاف أو المطروح من سعر الاختراق، ويُستخدَم أكثر جزء سميك في المثلث لحسابه. إذا كان ارتفاع المثلث 5 دولار، أضف 5 دولار إلى نقطة الاختراق الصاعدة للحصول على الهدف السعري. إذا حدث اختراق السعر في نقطة أدنى، سيكون هدف الربح هو نقطة الاختراق مطروح منها 5 دولار.
مثال على كيفية تفسير المثلث التصاعدي
يتشكّل المثلث التصاعدي هنا أثناء اتجاه هابط، ويواصل السعر الهبوط بعد الاختراق، وبمجرد حدوث الاختراق، يتحقق هدف الربح. تحدث إشارة البيع أو دخول البيع على المكشوف عندما يحدث اختراق السعر تحت خط الاتجاه السفلي. ويمكن وضع أمر إيقاف الخسارة فوق خط الاتجاه العلوي مباشرةً.
إن الأنماط الواسعة الشبيهة بذلك تقدم مخاطر/مكافآت أعلى من الأنماط التي تضيق أكثر مع مرور الوقت، لأنه كلما ضاف النمط، يصبح أمر إيقاف الخسارة أصفر نظرًا لأن مسافة نقطة الاختراق تصبح أصغر، ولكن هدف الربح سيظل قائمًا على أكبر جزء في النمط.
الفارق بين المثلث التصاعدي والمثلث التنازلي
ينتمي كلا نوعي المثلثات إلى الأنماط الاستمرارية، ولكنهما يختلفان في الشكل وحسب، فالمثلث التنازلي ذي خط سفلي أفقي، بينما خط الاتجاه العلوي تنازلي، ويمثل هذا نقيض المثلث التصاعدي، الذي يحتوي على خط اتجاه سفلي صاعد، وخط اتجاه علوي أفقي.
عيوب تداول المثلث التصاعدي
إن المشكلة الأساسية في المثلثات، وأنماط الأشكال البيانية بشكل عام، هي احتمالية حدوث اختراقات زائفة، فقد يخرج السعر عن النمط ثم يعود له مرة أخرى، أو قد يواصل السعر الحركة حتى يخترق الجانب الآخر حتى. وقد تحتاج إلى إعادة رسم النمط عدة مرات مع تجاوز السعر لخطوط الاتجاه بدون أي يكتسب أي زخم كافي في اتجاه الاختراق.
بينما تقدم المثلثات التصاعدية هدف ربح، يظل الهدف مجرد تقدير، وقد يتجاوز السعر هذا الهدف بكثير أو يفشل في الوصول إليه.
المصدر:
