إن المسّرع المالي (Financial Accelerator) هو وسيلة تعمل من خلال تطورات الأسواق المالية على تضخيم تأثيرات التغيرات التي تجري في الاقتصاد.
إن ظروف الأسواق المالية والاقتصاد قد تعزز بعضها البعض مما قد ينتج عنه حلقة تغذية تنتج نموًا كبيرًا أو كسادًا بالرغم من أن التغيرات نفسها قد تكون صغيرة نسبيًا إذا نظرنا إليها بمفردها. إن تضخيم النتيجة هي المسّرع المالي.
يخرج المسرع المالي غالبًا من سوق الائتمان ويؤثر في النهاية على الاقتصاد ككل. إن المسرعات المالية يمكن أن تبدأ وتتضخم كل من الصدمات الإيجابية والسلبية على نطاق الاقتصاد الكلي.
يساعد نموذج المسّرع المالي في تفسير السبب في أن التغييرات الصغيرة نسبيًا في السياسة النقدية أو شروط الائتمان يمكن أن تؤدي إلى حدوث صدمات كبيرة في الاقتصاد ككل. على سبيل المثال، لماذا يؤدي التغيير البسيط نسبيًا في السعر الأساسي إلى قيام الشركات والمستهلكين بخفض الإنفاق على الرغم من أنها تكلفة إضافية صغيرة؟
تقترح نظرية المسّرع المالي أنه في ذروة دورات الأعمال، ستنزف غالبية الشركات والمستهلكين أنفسهم بدرجات متفاوتة. بمعنى أنهم يأخذون ديونًا رخيصة لتمويل التحسينات أو التوسع في أعمالهم وأنماط حياتهم.
هذا يعني أيضًا أنهم أكثر حساسية لأية تغييرات في بيئة الائتمان، مقارنةً بوضعهم في أي نقاط أخرى من دورة العمل. عندما ينتهي الجزء التوسعي من دورة العمل، فإن هذه الأغلبية المفرطة في التوسع تتعرض لضغط شديد بسبب فقر الاقتصاد وتشديد قيود الائتمان.
المسّرعات المالية والكساد العظيم
إن الائتمان المتباطئ في نموذج المسّرع المالي يتسبب في لجوء المقرضين إلى الأماكن عالية الجودة، مما يعني أن الشركات والعملاء الأضعف يتم التخلي عنهم، وأن الائتمان يُقدم إلى الشركات القوية فقط.
ولكن مع معاناة المزيد من هذه الشركات لصعوبات بسبب انخفاض معدل شراء المستهلكين، يفقدون نقاط قوتهم في أعين المقرضين، وتستمر الحلقة حتى يتم استخلاص جزء كبير من الدين من الاقتصاد، مما ينتج عنه معاناة اقتصادية كبيرة.
المصدر:
https://www.investopedia.com/terms/f/financial-accelerator.asp
