يشعر بعض المستهلكين بالقلق حيال استخدام الشركات لأساليب خفية للتأثير على قرارات الشراء. ويخشون من أن بعض الأساليب التي تستخدمها وسائل الإعلان قد تؤثر على النفس البشرية بحيث يجد الشخص نفسه يفعل شيئًا لم يكن ليفعله بخلاف ذلك، مثل شراء منتج.
ما هو الدعاية اللاشعورية أو الإعلان الخفي؟
يتضمن الإعلان الخفي (Subliminal Advertising) الأشياء التي تدركها حواسك بشكل واعي أو لا واعي. إذا أردت فهم معنى مصطلح “اللاشعوري”، يجب أن تعلم أن هناك نوعين من المحفزات: “المحفزات الفوقية” وهي المحفزات ذات المستوى المرتفع جدًا التي لا تستطيع الحواس البشرية العادية إدراكها بشكل واعي، و”المحفزات اللاشعورية” وهي ذات المستوى المنخفض جدًا التي لا تستطيع الحواس البشرية العادية إدراكها بشكل واعي. إن المحفزات اللاشعورية خارج حدود إدراكك الواعي، ولكن هذا لا يعني أنك لن تدركها على الإطلاق. يمكنك أن ترى وتسمع وتشعر وتذوق وتشم المحفزات اللاشعورية، لكنها ستكون دقيقة لدرجة أنك لن تكون مدركًا لها، إلا إذا كنت تبحث عنها بالطبع. إن الفكرة هي أن تمرير الرسائل بشكل يتجاوز عقلك الواعي وإرسالها إلى عقلك الباطن مباشرةّ قد يؤثر عليك بشكل مباشر ويدفعك إلى فعل ما تريد منك الرسالة فعله. من المفهوم أن يرغب المعلنون في تجربة تلك الفكرة على العملاء المحتملين.
يتفق المجتمع النفسي على حقيقة أن هذه الصور الوامضة، والأنواع الأخرى من الرسائل اللاشعورية، يستطيع عقلك الباطن التقاطها بسهولة وتظل هناك لفترة طويلة. ما لا يتفق عليه أحد هو ما إذا كانت المعلومات التي تبقى في عقلك يمكن أن تؤثر على قرارات الشراء الخاصة بك بأي شكل من الأشكال.
ما الفرق بين اللا وعي و اللا شعوري؟
يُساء تفسير مصطلح “لا شعوري” في كثير من الأحيان، فالرسالة التي لها تأثير على العقل الباطن للشخص تختلف عن الرسالة اللاشعورية.
إن التعريف الأساسي للرسائل اللاشعورية هو أنها تقع تحت عتبة ما يمكن للعقل إدراكه مباشرةً. ولا يمكنك إدراك وجود الإعلانات اللاشعورية نظرًا لأن الإعلانات تستهدف مستوى أقل من تلك العتبة، وبالتالي لا يمكنك رؤيتها إلا عن طريق إبطاء مقطع فيديو أو تحليل جزء من الصوت، على سبيل المثال.
غالبًا ما يعتقد الناس أن التأثير اللاواعي هو تأثير لا شعوري، وهذا خطأ. للتوضيح، قد يكون لكل من الرسائل الفوقية واللاشعورية تأثير على العقل الباطن، والاختلاف الرئيسي الوحيد هو أن الرسائل الفوقية يمكن أن يكون لها تأثير واعٍ وغير واعٍ، في حين أن الرسائل اللاشعورية تأثيرها لا واعي فقط. طالما يمكنك رؤية رسالة أو سماعها بدون أن تدرك أنك تسمعها أو تراها، فإن هذه الرسالة لا شعورية.
إن الرسائل والعوامل الفوقية تستطيع التأثير وتؤثر بالفعل على المستوى اللاواعي. من ناحية أخرى، الرسائل والعوامل اللاشعورية أمر مختلف تمامًا، إذ يمكنها التأثير على عقلنا اللاواعي، ولكن من الصعب قول إننا لا نستطيع إدراكهم بشكل واعي، حتى إذا حاولنا. ونتيجة لذلك، فكرة أن العوامل اللاشعورية يمكن استخدامها لطبع أفكار على عقل الجمهور عادةً ما يُقابل بتشكك كبير عادةً.
أنواع الرسائل اللاشعورية المختلفة:
الرسائل تحت المرئية/اللامرئية – Subvisual Messages
تتضمن الرسائل اللامرئية الوميض السريع للتلميحات البصرية، وعادةً ما تومض تلك التلميحات لكسر من الثانية فقط وبالتالي لا يمكن إدراكها بشكل واعي، والطريقة الوحيدة لرؤيتها هو إيقاف الفيديو في تلك اللحظة بالضبط عندما تومض الرسالة على الشاشة.
الرسائل السمعية غير المسموعة – Subaudible Messages
هي تلميحات صوتية مُدمجة في الرسائل الصوتية. على سبيل المثال، يمكنك وضع رسالة صوتية منخفضة الصوت ضمن رسالة صوتية ذات صوت أعلى بكثير، مثل أغنية. إن الرسالة الصوتية المنخفضة لن تُسمع بشكل واعي ما لم يتم إزالة المصدر الأعلى صوتيًا، ولكنها ستُسجل بالتأكيد في اللاوعي.
الرسائل الصوتية العكسية الخفية – Backmasked Messages
إن الرسائل العكسية الخفية تتم من خلال تسجيل رسالة صوتية بالعكس ثم تشغيلها بهذا النطق المعكوس لإخفاء الرسالة الموجودة داخلها، ونظرًا لأن الرسالة تكون معكوسة عند تشغيلها، ستبدو كأصوات عديمة المعنى عندما يسمعها المستمع ولن يكون مُدركًا لها بشكل واعي، والطريقة الوحيدة لسماع الرسالة هي تشغيل التسجيل الصوتي بالعكس.
المصدر:
https://smallbusiness.chron.com/subliminal-advertising-23027.html