إن الاقتصاد الكلاسيكي (Classical Economics) هو مصطلح عام يشير إلى مدرسة فكرية اقتصادية سادت في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، ويرى أغلب الناس أن عالم الاقتصاد آدم سميث هو رائد نظرية الاقتصاد الكلاسيكي.
تشكّل الديموقراطيات المنظمة ذاتيًا وتطورات السوق الرأسمالي أساس الاقتصاد الكلاسيكي، وقبل صعود الاقتصاديات الكلاسيكية، كانت معظم الاقتصادات القومية تتبع نظام السياسة الحكومية الملكية الذي تطبق منهج الأمر والتحكم، والأوامر من القمة إلى القاعدة. طوّر العديد من أشهر المفكرين الكلاسيكيين – بما في ذلك سميث- نظرياتهم كبدائل عن السياسة الحمائية ” السياسة التي تهدف لحماية الإنتاج الوطني”. وقد أصبح الاقتصاد الكلاسيكي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالحرية الاقتصادية ولاحقًا السياسية.
صعود الاقتصاد الكلاسيكي
والجدير بالذكر أن تعريف النظرية الاقتصادية الكلاسيكية تطورت بعد ولادة الرأسمالية الغربية والثورة الصناعية بفترة وجيزة، حيث قدم الاقتصاديين الكلاسيكيين أفضل المحاولات المبكرة لشرح الأعمال الداخلية للرأسمالية، كما وطور أوائل الاقتصاديين الكلاسيكيين نظريات القيمة والأسعار والعرض والطلب والتوزيع، ورفضت جميع الحكومات تقريبًا التدخل في البورصات مفضلين استراتيجية أكثر مرونة في السوق والمعروفة بالحرية الاقتصادية أو كما تسمى أيضًا دعه يعمل laissez-faire.
كما ولم يكن المفكرون الكلاسيكيون موحدون كليًا في معتقداتهم أو فهمهم للأسواق على الرغم من وجود مواضيع مشتركة بارزة في معظم الأدب الكلاسيكي، وفضل الأغلبية التجارة الحرة والمنافسة بين العمال والشركات إذ فضلوا الانتقال بعيدًا من الهياكل الاجتماعية الطبقية وذلك لصالح مجتمع الجدارة، ويسلط كتاب ثروة الأمم لآدم سميث والذي يعد مثالًا على تعريف النظرية الكلاسيكية الضوء على بعض أبرز التطورات في الاقتصاد الكلاسيكي إذ تُركز رؤيته حول التجارة الحرة ومفهوم اليد الخفية، كما وساعدت دراسات سميث على تعزيز التجارة المحلية وقادت إلى المزيد من الكفاءة والتسعير المنطقي في أسواق المنتجات المرتكزة على العرض والطلب.
انحدار الاقتصاد الكلاسيكي
تطور الاقتصاد الكلاسيكي الذي طرحه آدم سميث تطورًا جذريًا ومر بتغييرات كثيرة بحلول عقديّ 1880 و 1890، ولكن جوهره ظل سليمًا، وبحلول ذلك الوقت، ظهرت كتابات الفيلسوف الألماني كارل ماركس وتحدث الوصف السياسي للمدرسة الكلاسيكية، ولكن الاقتصاد الماركسي لم يقدم سوى القليل من المساهمات الدائمة في النظرية الاقتصادية.
ظهر تحدي أقوى للنظرية الكلاسيكية في الثلاثينات والأربعينات في كتابات عالم الرياضيات البريطاني “جون ماينارد كينز”. اعتقد كينز أن اقتصاد السوق الحر يميل للاستهلاك والانفاق بمعدل أقل من المطلوب، وأطلق على ذلك “المشكلة الاقتصادية الحاسمة” واستخدامها لانتقاد معدلات الفائدة المرتفعة، وتفضيل الناس للادخار. دحض كينز أيضًا قانون الأسواق الخاص بـ ساي.
يدعم الاقتصاد الكينزي لعب الحكومات المركزية دورًا أكثر تحكمًا في الشؤون الاقتصادية، مما جعل كينز ذي شعبية كبيرة بين السياسيين. وبعد الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، حل الاقتصاد الكينزي محل الاقتصاد الكلاسيكي والكلاسيكي الجديد كنموذج فكري سائد بين حكومات العالم.
المصدر: