تحلل مؤشرات اتساع السوق (Market Breadth) عدد الأسهم التي يرتفع سعرها مقارنةً بعدد الأسهم التي يتراجع سعرها في مؤشر معين أو سوق معينة، مثل السوق المالية السعوديه “تداوُل”.
يحدث اتساع السوق الإيجابي عندما يكون عدد الأسهم التي الصاعدة أكثر من التي الهابطة. يقترح هذا أن الأسهم الصاعدة هي التي تتحكم في قوة دفع السوق، وتساعد على تأكيد حدوث ارتفاع في الأسعار داخل المؤشر. على النقيض، يُستخدم عدد الأوراق المالية الهابطة الكبير غير المتناسب مع الأسهم الصاعدة في تأكيد أن الأسهم الهابطة هي المهيمنة على السوق، وهناك حركة هبوط في مؤشر الأسهم.
إن بعض مؤشرات السوق تتضمن حجم التداول أيضًا، وبالتالي لا تبحث وحسب عما إذا كان سعر السهم يرتفع أم ينخفض، ولكنها تفحص أيضًا حجم تلك الحركات. هذا لأن الأسعار التي تتحرك في حجم تداول أكبر تعتبر أكثر أهمية من حركات السعر التي تجري في حجم التداول المنخفض.
يشير اتساع السوق إلى عدد الأسهم التي تشارك في حركة معينة في مؤشر أو في السوق، وقد يكون المؤشر في حالة صعود، رغم أن أكثر من نصف أسهمه في حالة هبوط لأن عدد صغير من الأسهم يحقق مكاسب كبيرة جدًا لدرجة أنها دفعت المؤشر بأكمله إلى الصعود.
تستطيع مؤشرات اتساع السوق كشف هذا، وتحذير المتداولين من أن معظم الأسهم لا تحقق أداءً جيدًا في الواقع، بالرغم من أن الأسهم الصاعدة تجعل الأمر يبدو وكأن الأسهم تحقق أداءً جيدًا، لأن المؤشر هو متوسط الأسهم الموجودة فيه. يمكن إضافة الحجم إلى حسابات المؤشر لتقديم رؤية متعمقة إضافية حول أداء أسهم المؤشر.
يحاول اتساع السوق إيجاد مقدار القوة أو الضعف الضمنيين في مؤشر أسهم معين، لأن تقييم نقاط القوة والضعف التي لا تظهر بوضوح من مجرد النظر إلى مخطط المؤشر يساعد المتداولين لتقنيين على معرفة كيف سيتحرك المؤشر مستقبلاً.
مؤشرات اتساع السوق واستخداماتها
يوجد عدد من مؤشرات اتساع السوق، ويُحسب كل منها بشكل مختلف عن الآخر، وبالتالي تقدم معلومات مختلفة بنسبة طفيفة عن بعضها. تبحث بعض المؤشرات عدد الأسهم الصاعدة أو الهابطة، بينما تقارن بعض المؤشرات الأخرى أسعار الأسهم مع معيار آخر، والقليل من أحجام تداول الشركات.
معظم مؤشرات اتساع السوق يتبع نظام المراقبة للتحقق من التأكيد والانحراف. يحدث التأكيد (confirmation) عندما يتحرك المؤشر بشكل إيجابي ويصعد المؤشر، بينما يحدث الانحراف (Divergence) عندما يتحرك المؤشر في الاتجاهات العكسية. ويعتبر بمثابة تحذير على أن المشهد سيشهد حركة عكسية قريبًا.
مؤشر الصعود-الهبوط: ويحسب مجموع الفارق بين عدد الأسهم الصاعدة والهابطة. يبحث المتداولون عادةً عن الانحراف بين المؤشر ومؤشر رئيسي في السوق، مثل مؤشر TASI.
مؤشر الارتفاعات-الانخفاضات الجديد: يقارن مؤشر الارتفاعات-الانخفاضات الجديد بين الأسهم التي حققت ارتفاعات لمدة 52 أسبوع والأسهم التي حققت انخفاضات لمدة 52 أسبوع، والنتيجة الأقل من 50% تشير إلى وصول المزيد من الأسهم إلى أدنى مستوياتها مقارنةً بالأسهم التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها، وقد تعتبر بمثابة إشارة على اتجاه الحركة إلى السوق الهابط.
مؤشر TASI لـ 200 يوم: يستطيع المتداولون استخدام هذا المؤشر لرؤية نسبة الأسهم الموجودة في TASI تتداول بأعلى من متوسطها المتحرك لمدة 200 يوم. فالمؤشر الصاعد بنسبة أعلى من 50% يشير إلى قوة السوق المتسع، وكما هو الحال في مؤشر الارتفاعات-الانخفاضات الجديد، يبحث المتداولون عادةً عن القراءات المتطرفة لإيجاد حالات ذروة البيع وذروة الشراء في السوق المتسع. إن متداولي الأجل القصير الذين يريدون متوسط متحرك أكثر حساسية للحصول على مؤشرات مبكرة أكثر، يستخدمون مؤشر ال 50 يوم الذي يوضح نسبة الأسهم التي تتداول فوق متوسطها المتحرك لمدة 50 يوم.
مؤشر الحجم التراكمي: يقيس هذا المؤشر الحجم، والأسهم التي ترتفع يُضاف حجمها إلى الحجم الإيجابي، بينما الأسهم التي تنخفض ذات حجم سلبي.
الحجم في الرصيد: يبحث هذا المؤشر الحجم أيضًا، ولكن الحجم المرتفع أو المنخفض مبني على ما إذا كان المؤشر يصعد أم يهبط. إذا هبط المؤشر، سيحسب إجمالي الحجم بأنه سلبي، وإذا ارتفع المؤشر سيكون إجمالي الحجم إيجابيًا.
المصدر: