تحدث البطالة الاحتكاكية (Frictional unemployment) في حال توقف موظف عن العمل في شركة لفترة قصيرة من أجل إنتظار انهاء كافة اجراءاته النظامية قبل الانتقال للوظيفة الجديدة.
تتشكّل البطالة الاحتكاكية من الموظفين الذين يختارون ترك وظائفهم بحثًا عن وظائف جديدة،والعمال الذين يدخلون قوة العمل لأول مرة، ولا تشكل العمال الذين يبقون في وظيفتهم الحالية حتى يجدوا وظيفة جديدة، لأنهم لا يصبحوا عاطلين أبدًا بهذا الشكل.
إن البطالة الاحتكاكية حاضرة في الاقتصاد دائمًا، وتساهم في صورة التوظيف العامة، وتعتبر جزءًا من البطالة الطبيعية، وهي الحد الأدنى لمعدل البطالة في الاقتصاد الناتج عن القوى الاقتصادية وحركة العمالة، وتعكس البطالة الطبيعية أيضًا عدد العمال العاطلين بشكل غير تطوعي، سواء نتيجة نقص المهارات أو لأن التكنولوجيا حلّت محلهم.
يُحسب معدل البطالة الاحتكاكية عن طريق قسمة عدد العمال الباحثين عن وظائف فعليًا على إجمالي قوة العمل. إن العمال الذين يبحثون عن وظائف فعليًا يُصنفون إلى ثلاث فئات: العمال الذين تركوا وظيفتهم، والأشخاص الذين يعودون إلى قوة العمل، والوافدين الجدد على قوة العمل.
إن الخريجين الجدد من المدارس والكليات والباحثين عن وظائف لأول مرة في حياتهم قد ينقصهم الكفاءات أو الموارد اللازمة لإيجاد شركة بها وظيفة شاغرة ومناسبة لهم، ونتيجة لهذا، لا يتولون أعمال أخرى، وينتظرون إيجاد وظيفة مؤقتة ذات دخل أفضل.
إن الانتقالات المؤقتة – مثل الانتقال إلى مدينة أخرى – تزيد نسبة البطالة الاحتكاكية أيضًا، لأن هناك فجوة زمنية ما بين تاريخ ترك العمال لوظيفتهم وتاريخ إيجادهم لوظيفة جديدة.
إن العمال الذين يستقيلون من وظائفهم بحثًا عن أجر أفضل يضافون إلى البطالة الاحتكاكية أيضًا، وفي بعض الحالات الأخرى.. قد يستقيل العمال من وظيفتهم للعودة إلى الدراسة أو لتعلم مهارة جديدة، لأنهم يعتقدون أنهم بحاجة لمهارات جديدة لتحقيق دخل أفضل. قد يترك آخرون قوة العمل لأسباب شخصية، مثل الاعتناء بفرد في الأسرة، أو بسبب المرض أو التقاعد أو الحمل. عندما يعود العمال إلى قوة العمل للبحث عن وظيفة، يتم حسابهم جزء من البطالة الاحتكاكية.
إن ظاهرة استقالة الناس من وظيفتهم بدون وجود وظيفة أخرى جاهزة للانتقال إليها هي مؤشر على أنهم “يؤمنون” أن الاقتصاد قوي بما يكفي وأنه لا داعي للخوف من البطالة.
إن إعانات البطالة التي تدفعها الحكومة قد تؤدي أحيانًا إلى بطالة احتكاكية لأن الدخل الذي توفره يسمح للعاملين بأن يكونوا انتقائيين في البحث عن وظيفتهم التالية، مما يزيد وقت البطالة أكثر. قد يحدث هذا أيضًا بسبب امتناع الشركات عن تعيين موظفين جدد لأنها تعتقد أنه لا يوجد أفراد مؤهلين كفاية للوظيفة.
مميزات البطالة الاحتكاكية
توجد البطالة الاحتكاكية دائمًا في الاقتصاد الذي يحتوي على قوة عمل حرة الحركة، وهو مفيد في الواقع لأنه مؤشر على أن الأفراد يسعون لإيجاد مناصب أفضل من اختيارهم، كما أنها تساعد الشركات أيضًا لأنها تمنحهم مجموعة أكبر من المرشحين المحتملين ذوي المؤهلات العالية الذين يتقدمون للعمل لديهم. هذا النوع من البطالة قصير الأجل ولا يستنزف موارد الحكومة إلا بنسبة ضئيلة.
يمكن تخفيض البطالة الاحتكاكية عن طريق التوفيق السريع بين الباحثين المحتملين عن الوظيفة وبين الوظائف الشاغرة، وبفضل الإنترنت.. أصبح بإمكان العاملين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التوظيف للبحث عن وظيفة، مما يؤدي بالتالي إلى انخفاض الوقت اللازم للتعيين.
البطالة الاحتكاكية مقابل البطالة الدورية
إن البطالة الاحتكاكية ليست مثيرة للقلق مثل البطالة الدورية التي تنتشر في أوقات الكساد، وتنتج عن تسريح الشركات لموظفيها. ترتفع البطالة في أوقات الكساد، مما يؤدي إلى انخفاض البطالة الاحتكاكية في الواقع لأن العمال يخافون من ترك وظائفهم للبحث عن وظيفة أفضل.
المصدر:
https://www.investopedia.com/terms/f/frictionalunemployment.asp