الاستثمار الأخلاقي (Ethical Investing) يشير إلى اختيار الفرد لأنواع أوراق مالية متوافقة مع مبادئه الأخلاقية عندما يرغب في الاستثمار. يعتمد الاستثمار الأخلاقي على وجهات نظر المستثمر، ويُستخدم أحيانًا كمرادف للاستثمار الواعي اجتماعيًا (socially conscious investing). بينما صناديق الاستثمار ذات الوعي الاجتماعي عادةً ما تتضمن مجموعة إرشادات عامة تُطبق عند اختيار المحفظة الاستثمارية، فإن الاستثمار الأخلاقي نتائجه ذات طبيعة شخصية أكثر.
يمنح الاستثمار الأخلاقي للفرد القدرة على استثمار رأسماله في الشركات التي تتفق ممارساتها وقيمها مع معتقداته الشخصية. قد تعتمد المبادئ على معتقدات بيئية أو دينية أو سياسية، أو قد يختار المستثمرون عدم التعامل مع صناعات محددة أو تخصيص مبالغ أكبر للاستثمار في قطاعات أخرى متوافقة مع التوجُهات الأخلاقية الخاصة بالفرد.
على سبيل المثال، يتجنب بعض المستثمرين الأخلاقيين أسهم المعاصي (sin stocks)، وهي الشركات التي تعمل في قطاعات أو أنشطة غير أخلاقية مثل القمار أو الكحول أو الأسلحة. إن اختيار استثمار بناء على التفضيلات الأخلاقية ليس مؤشرًا على أداء الاستثمار.
يجب على المستثمرين أن يبحثوا بعناية ويوثقوا الاستثمارات التي يريدون تجنبها، والاستثمارات المثيرة لاهتمامهم، منذ البداية. إن عملية البحث مهمة جدًا لأنها تساعد المستثمر على أن يحدد بدقة هل استثمار معين أو مجموعة استثمارات متوافقة مع قناعاته وأخلاقياته أم لا، خاصة عند الاستثمار في مؤشر أو صندوق استثمار مشترك (mutual fund).
تاريخ الاستثمار الأخلاقي
يؤثر الدين على الاستثمار الأخلاقي عادةً، وعندما يكون الدين هو الحافز، يتجنب المستثمر العمليات والممارسات التي تتعارض مع مذاهب الدين. أقدم مثال على الاستثمار الأخلاقي في أمريكا حدث في القرن الثامن عشر على يد طائفة تُسمى “الكويكرز” (Quakers) حيث منعت الجماعة أعضاءها من إنفاق أموالهم أو وقتهم في تجارة العبيد.
في نفس الفترة، ظهر “جون ويزلي” مؤسس “الطائفة المنهجية” (Methodism)، ودعا لأهمية الامتناع عن الاستثمار في الصناعات التي تضر الجيران، مثل مصانع الكيماويات. أحد الأمثلة الأخرى على الاستثمار الأخلاقي القائم على الدين هو “البنوك الإسلامية”، التي لا تستثمر في الكحول والقمار ولحم الخنزير وأي أشياء محرمة أخرى.
اكتسب الاستثمار الأخلاقي شعبية قوية في القرن العشرين بسبب آراء الناس الاجتماعية أكثر من آرائهم الدينية حيث تعكس الاستثمارات الأخلاقية المناخ السياسي والاتجاهات الاجتماعية السائدة في كل فترة. ركز المستثمرون الأخلاقيون في الستينات والسبعينات في الولايات المتحدة على الشركات والمنظمات التي تدعم المساواة، وحقوق العمال، وتجنبوا الشركات التي دعمت أو تربّحت من حرب فيتنام.
بدايةً من التسعينات، بدأت الاستثمارات الأخلاقية التركيز على القضايا البيئية بشدة حيث ابتعد المستثمرون الأخلاقيون عن شركات الفحم والوقود الأحفوري، واتجهوا إلى الشركات التي تدعم الطاقة النظيفة والمستدامة. مازال الاستثمار الأخلاقي في يومنا الحالي يركز بشكل أساسي على آثار الأنشطة الاستثمارية على البيئة والمجتمع.
كيفية الاستثمار أخلاقيًا
إن تحليل الاستثمارات وفقًا للمعايير الأخلاقية ليس كافيًا، إذ يجب فحص الأداء التاريخي والحالي والمتوقع للاستثمارات كذلك. إذا أردنا فحص ما إذا كان الاستثمار قويًا، ويمكن أن يحقق عوائد قوية أم لا، يجب أن نراجع تاريخ الشركة وقوائمها المالية جيدًا، ويجب كذلك التأكد من التزام الشركة بالممارسات الأخلاقية.
قد يعكس بيان رسالة الشركة قيم ومعتقدات المستثمر، ولكن هذا لا يعني أن ممارسات الشركة الفعلية ملتزمة بالمبادئ التي ينص عليها بيانها. على سبيل المثال، شركة إنرون (Enron) التي نشرت ووزعت وثيقة مدونة لقواعد السلوك مؤلفة من 63 صفحة على موظفيها، تسلط فيها الضوء على التزامهم بالنزاهة والأخلاقيات، وفي الواقع، ثبت عدم التزامهم بسياساتهم، ليس هذا فحسب بل وانتهكوا مجموعة من القوانين.
أهم النقاط
- الاستثمار الأخلاقي معناه اختيار الاستثمارات بناء على مبادئ أخلاقية أو معنوية.
- اختيار الاستثمارات بناء على الأخلاقيات لا يمثل ضمانًا لجودة الأداء.
- يتجنب المستثمرون الأخلاقيون الاستثمارات الخاصة بـ “أسهم الخطيئة”، أي الشركات التي تشارك في أنشطة لا أخلاقية مثل القمار والكحول والتدخين والأسلحة.
- تحليل الاستثمارات بناء على الأخلاقيات يجب أن يتضمن التحقق من توافق إجراءات الشركة الفعلية مع التزاماتها الأخلاقية، بالإضافة إلى مراجعة أدائي الماضي والحالي والمتوقع.
المصدر: www.investopedia.com