الصكوك (Sukuk) عبارة عن شهادة مالية إسلامية، شبيهة بالسند في الاقتصاد الغربي، ولكنها ملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية. تمنع الشريعة الإسلامية السندات الغربية التقليدية ذات الفوائد، وبالتالي منشئ الصك يبيع لمجموعة استثمارية شهادة (صك)، ثم يستخدم عوائدها لشراء أصل، وتصبح لدى مجموعة المستثمرين ملكية جزئية في الأصل. ويجب أن يمنح المنشئ وعدًا تعاقديًا مُلزِمًا بإعادة شراء الأصل في تاريخ مستقبلي بقيمته الاسمية.
أصبحت الصكوك ذات شعبية هائلة بدايةً من عام 2000م حين أصدرت ماليزيا أول صكوك إسلامية، وتبعتها البحرين عام 2001م. وفي وقتنا الحالي كل من الشركات الإسلامية، والمنظمات التي تديرها الدولة على حدٍ سواء تقوم باستخدام الصكوك. وتستحوذ الصكوك على حصة كبيرة من سوق السندات العالمي. والصكوك على ستة أنواع: صكوك المضاربة، وصكوك المشاركة، وصكوك المرابحة، وصكوك الاستصناع، وصكوك السلام، وصكوك الإجارة.
تمنع الشريعة الإسلامية الربا أو الفائدة. وبناء على ذلك، لا يمكن استخدام أدوات الدين الغربية كوسائل استثمار. لذا صُممت الصكوك عن طريق الربط بين التدفقات النقدية الناتجة عن التمويل ، وبين أصل محدد يتم شراءه بها، وتوزيع عوائد هذا الأصل بفعالية. ولا تسمح طريقة تصميم الصكوك بجمع تمويل إلا لأصول معروفة، ومحددة فقط. كما أن الصكوك تمثّل حصص ملكية مُجمعة، وغير مُقسّمة في أصل ملموس مرتبط بمشروع محدد أو نشاط استثماري محدد. بناء على ذلك، لا يمتلك المستثمر في الصكوك التزامًا بالدين يدين له به منشئ الصك، وإنما يمتلك جزء من الأصل المرتبط بالاستثمار. ومعنى هذا أن حامل الصك على خلاف حامل السند يحصل على جزء من أرباح الأصل المرتبط بالصك.
إصدار الصك
قد يتم إصدار الصك من المنشئ مباشرة إلى حامل الصك أو بواسطة طرف ثالث يدعى الشركة ذات الغرض الخاص (Special-Purpose Vehicle) (SPV)
المنشئ: الشركة التي تحتاج للتمويل.
الشركة ذات الغرض الخاص (SPV): وسيط يُعنى بإصدار الصك.
حامل الصك: المستثمر.
الخصائص المشتركة بين الصكوك وأدوات الدين التقليدية (السندات)
- يمنح كلاهما للمستثمرين دفعات سداد محددة، حيث يحصل المستثمرون في الصكوك على أرباح الأصل بشكل دوري، بينما يحصل المستثمرون في السندات على مدفوعات فوائد دورية.
- تصدر الصكوك والسندات للمستثمرين في البداية.
- يُعتبر كلاهما استثمارًا أكثر أمانًا من الأسهم.
الاختلافات الرئيسية بين الصكوك والسندات
- الصكوك تتضمن ملكية أصل بينما السندات هي التزام بدين.
- يمثل بيع الصك بيعًا لحصة من الاصل المحدد أما بيع السند فيثمل أساسًا بيع دين.
- لا يمكن استخدام الأموال التي يتم جمعها من الصك إلا في الأنشطة المسموح بها في الإسلام أما أموال السند يمكن أن تمول أي نشاط.
- لو تعرّض الأصل الداعم للصكوك للإهلاك، ستنخفض قيمة الصكوك معه بينما تعتمد أرباح السندات على سعر الفائدة فقط.
- تعتمد قيمة الصكوك على قيمة الأصول الداعمة لها بينما يعتمد سعر السندات على تقييمها الائتماني.
مثال على الصكوك
في صكوك الإجارة يتم نقل الأصول التي سيتم تأجيرها أو الحق في استخدام أصول معينة (حق الانتفاع) من المنشئ إلى SPV. ثم يقوم المستثمرون بشراء شهادات الصكوك من SPV. وهذا يمنح المستثمرين حق الملكية في الأصول أو حق الانتفاع الذي تم نقله. يقوم SPV لاحقًا بتأجير الأصول إلى المؤجر. ونظرًا لأن المؤجر يقوم بتسديد مدفوعات الايجار المجدولة، يتم توزيع هذه المدفوعات على حاملي الصكوك. ويمكن أن يكون الدفع لحاملي الصك فوريًا (عند استلام أموال من المؤجر) أو على فترات زمنية محددة.
أهم النقاط
- الصكوك هي شهادة مالية إسلامية شبيهة بالسند في الاقتصاد الغربي، ولكنها ملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية.
- تتضمن الصكوك ملكية في الأصل بينما السندات التزامات دين.
- يمنح كل من الصكوك والسندات مدفوعات سداد للمستثمرين.
المصدر:
Principles of Islamic Accounting Book- Baydun, Sulaiman, Ibrahim, Willett