الاقتصاد الإسلامي (Islamic Economics) في اللغة القصد في الشيء خلاف الإفراط، وهو ما بين الإسراف والتقتير، والقصد في المعيشة: ان لا يسرف ولا يقتر.
في الاصطلاح: دراسة سلوك الإنسان في إدارة الموارد النادرة وتنميتها لإشباع حاجاته.
تاريخ الاقتصاد الإسلامي
الاقتصاد الإسلامي قديم قدم الإسلام نفسه، لأن الإسلام منذ بزوغ فجره أشار إلى النظام الاقتصادي والعلاقات الاقتصادية، وكانت الحياة الاقتصادية في صدر الإسلام بسيطة، والمشكلات الاقتصادية محدودة، لأن النشاط الاقتصادي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان مقتصر على الزراعة والتجارة والرعي، وحينما ازدهرت الحياة الاقتصادية وتوسعت أثناء الفتوحات الإسلامية، ظهرت أنماط أخرى من العلاقات الاقتصادية مما أدى إلى نشوء الدراسات الفقهية التي عالجت المسائل الاقتصادية،ففي بداية القرن 20 نشطت الدراسات الاقتصادية الإسلامية التي اتجه بعضها الى الدراسة الاقتصادية الجزئية مثل: الربا_التأمين_ المضاربة…بينما تناول بعضها الآخر دراسات اقتصادية كلية، تحاول الكشف عن أصول الاقتصاد الإسلامي وسياسته الاقتصادية، والقسم الاخر من هذه الدراسات اتجه إلى الدراسات الاقتصادية التاريخية.
خصائص الاقتصاد الإسلامي
١- الربانية:وتعني استمداد الاقتصاد من الوحي الإلهي(الكتاب والسنة)، فلا يقرر شيء مخالفا لأوامرهما ولا لنواهيهما، وفي القرأن والسنة نصوص تنهى عن الربا والغرر والاسراف والتبذير والغش وأكل اموال الناس بالباطل.
٢- الأخلاقية: الاقتصاد الإسلامي اقتصاد أخلاقي في مبادئه ونظامه وتفسيراته، ولا يمكن الفصل بين الاقتصاد والأخلاق، وإلا وقعنا في الإستغلال والتجرد من المراقبة والمحاسبة، فالاقتصاد الإسلامي تقوده الأخلاق إلى حماية الضعيف من القوي، والفقير من الغني وإنصافهم.
٣- الوسطية: الاقتصاد الإسلامي نظام وسط معتدل لم يتقيد بطابع الإسراف ولا الإقتار، يسوي بين الأفراد والجماعات في الحقوق والواجبات، فليس للدولة أن تسطو على ما بيد الأفراد من الحقوق المشروعة لهم، وليس للفرد التصرف بحرية مطلقة وجمع الثروة على حساب الدولة والمجتمع، فهو عكس النظام الرأسمالي والنظام الشيوعي.
مبادئ الاقتصاد الإسلامي
١- مبدأ تداول المال: والتداول التعاقب في التصرف في الشيء، وبالتحديد الاستعمال بتداول الأموال.
٢- مبدأ الحرية الاقتصادية: وتشمل حرية التملك والإنتاج والإستهلاك والاتجار والمعاملات، فالمسلم حر في اختيار النشاط الاقتصادي الذي يريده، وان يعمل في العمل الذي يراه صالحا له ومنتجا له.
٣- مبدأ التعارض والتبادل في الاكتساب: أي ان الاستفادة من المال تتم بالعمل وتقديم العوض والمقابل، بلا غبن ولا غش ولا استغلال.
٤- مبدأ اعتماد مصلحة الفرد والجماعة معا: فلا مصلحة الفرد تطغى على مصلحة الجماعة فيستغلها ولا العكس، أي الموازنة بين المصالح.
٥- مبدأ انتهاج نهج الوسط والاعتدال: فلا رأسمالية وإسرافها، ولا شيوعية وبؤسها وإقتارها، بل الوسط والاعتدال.
٦- مبدأ الملكية: وذلك بإقرار الملكية الخاصة التي دخلت في حوز الأفراد بالوسائل المشروعة، ومن ابرز صور الملكية الخاصة الارض التي خلقها الله للجميع وشرع لهم إحياءها وإعمارها والاستفادة من خيراتها ومنع الاحتكار.
كتبه:
أ. سناء مليح
المصادر:
لسان العرب لابن منظور.
اصول الاقتصاد الاسلامي ليونس المصري.