الإبداع المفتوح

إن ظهور مفهوم الإبداع المفتوح (Open Innovation) جاء نتيجة لمساهمة البروفسور (Henry Chesbrough)، والذي عرّفه على أنه استخدام تدفقات هادفة وخارجية من المعرفة لتسريع عملية الإبداع الداخلي، وتوسيع الأسواق للاستخدام الخارجي من الإبداع. أي تستخدم المؤسسة الأفكار الخارجية والداخلية فضلا عن مسارات داخلية وخارجية إلى السوق في سعيها لتطوير تقنياتها.

واستنادا لهذا التعريف نلاحظ ان الحدود بين المؤسسة وبيئتها الخارجية أصبحت أكثر نفاذية ويمكن بسهولة نقل الابداعات للداخل والخارج، وتكمن الفكرة الأساسية وراء الإبداع المفتوح هو أنه لا تستطيع المؤسسات أن تعتمد كليا على البحوث الخاصة بها، ولكن ينبغي لها شراء تراخيص الإنتاج أو الاختراعات من مؤسسات أخرى، بالإضافة إلى ذلك ينبغي بيع الاختراعات الداخلية التي لم يتم استخدامها في مجال الأعمال التجارية خارج المؤسسة نفسها.

بحيث يتفاعل مختلف أصحاب المصلحة ( مؤسسات بحثية وشركات وعملاء وموردون وحكومات ومؤسسات مالية) ويتحدوا ويتعاونوا من أجل تنفيذ مشاريع تعاونية.

بالتالي فإن تعلم كيفية تنفيذ الإبداع المفتوح خطوة هامة، وقد أضاف (Gassmann and Enkel 2004) تفاصيل عن تلك المسارات المتعددة من الإبداع والتميز، إذ حدد ثلاث طرق لوضع العملية موضع التنفيذ: تحدث العملية الأولى التي يطلق عليها اسم (الخارج في)، عندما يكون هناك دمج وتكامل أكبر بين المؤسسة ومورديها وشركائها ومصادر أخرى، لتسهيل إنشاء وإثراء قاعدة المعرفة الخاصة بالمؤسسة وتدفقها، وتستخدم هذه العملية على نطاق واسع من قبل المؤسسات ذات التكنولوجيا المخفضة، وانضمامها لمؤسسات أخرى لترخيص براءات الاختراع والحصول على المنتجات/الخدمات وبالتالي إضافة قيمة لمنتجاتها، أي الاستخدام الداخلي للأفكار والمعارف التي تم إنشاءها خارجيا للمؤسسة.

من ناحية أخرى فإن العملية الثانية التي يطلق عليها (الداخل في)، تعمل في الاتجاه  المعاكس عندما تتاح المنتجات/الخدمات المطورة داخليا للسوق من خلال بيع الملكية الفكرية، وهي وسيلة لحصول المؤسسة على دخل إضافي من ترخيص اختراعاتها لمؤسسة أخرى ونقل أفكارها إلى البيئة الخارجية.

وأخيرا فإن العملية الثالثة تسمى (الترافق/ إلى جانب)، هي مزيج من العمليتين السابقتين وتبني هذه العملية تحالفات وشراكات تكميلية، حيث توجد شبكة ناضجة بحيث تدرك الأجزاء (الأطراف) جيدا دورها.

فإن وضع الإبداع المفتوح مجال التطبيق يتطلب تحديد أنواعه والمتمثلة في 13 نوع، اعتمادا على تصنيف شامل ووفقا لبعدي ( الداخل في/ الخارج في ) والتي تضم معظم أنواع الشراكة وهي كالتالي:

الخارج في: وتضم 9 أنواع وهي: الشراء، الترخيص، مشروع مشترك، التنمية المشتركة، عقد البحث والتطوير، رأس المال الاستثماري، عمليات الدمج والاستحواذ، مشاركة العملاء، الشبكات الخارجية.

الداخل في: وتضم الأربع أنواع المتبقية وهي: البيع، الترخيص، التوسع والنمو، المصدر المفتوح.

قد تطبق هده النماذج من طرف عدة مؤسسات دون وجود أي عملية ابداعية، وهذا لا يهم هنا وإنما نقصد من هذه النماذج فقط ما يندرج ضمن الإبداع المفتوح.

 

كتابة:

أ. أسماء جبار

 

المراجع: (مقالات):

1-Eduardo Gomes Carvalho et  al, « Entrepreneurial Orietation and Open Innovation in Brazilian Star-ups : a Multi case Study », INTERAçOES, Campo Grande,Ms,V.17,h ,3, Brazil (2016).

2-L.S. Oliveira et al, « Analysis of  Determinants for Open Innovation Implementation in Regional Innovation System”, RAI 51 de Administrçao e Inovaçao, Brazil (2017).

3-Romulo de S. Fabricio et al, « Strengthening of Open Innovation Model : Using Start-ups and technology Parks », IFAC-Papers On Line 48-3, Brazil (2015).

4-Abdul-Hadi G. Abulrub and Junbae Lee, “Open Innovation Management: Challenges and Prospects” Procedia-Social and Behavioral Sciences 41, South Korea (2012).

شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن