التفاوض الدبلوماسي

التفاوض الدبلوماسي (Diplomatic negotiation) هو وسيلة هامة تستخدمها الدول لتطبيع  الظروف التي تضمن استمرار العلاقات بينها وبين الدول الأخرى، ومواجهة أي مصاعب تحول دون هذه الإستمرارية. ويعتبر أداة تواصل رسمية سياسية بين الدول؛ فهو يتيح الإتصال المباشر بين ممثلي الدولة وكبار المسؤولين ممن يتمتعون بقدر عالي من الثقة والكفاءة لتحقيق الأهداف المطلوبة. ومن خلال التفاوض الدبلوماسي يتم صنع أهم القرارات الوطنية لأي دولة كانت، وتصبح الحاجة ملحة إليه عند وجود ظروف أو متغيرات من شأنها أن تؤثر على طبيعة العلاقة بين البلدين ومس المصالح المشتركة بينهما، وعندما ينجح هذا النوع من التفاوض يتم تسجيل ما تم التوصل إليه في شكل وثائق دولية من أهمها المعاهدات، والبرتوكولات، و المواثيق المتبادلة.

 

طرق التفاوض الدبلوماسي

  • طريقة التفاوض الدبلوماسي العادية: باستخدام مساعدي السفراء  لدى الدولتين صاحبتي المشكلة لحلها في أضيق إطار.
  • المساعي الحميدة: بإشراك طرف ثالث لتنشيط الحوار، وتقديم المساعدة والمشورة للطرفين.
  • الوساطة: باشتراك طرف ثالث يكون دوره أكثر فاعلية ومساهمة في حل المشكلات القائمة.
  • وتليهم أيضًا طرق أخرى منها: لجان التحقيق الدولية، التحكيم، التسوية القضائية، المؤتمرات والاجتماعات الدولية.

 

أساليب التفاوض الدبلوماسي

تتم المفاوضات الدبلوماسية روتينيًا عبر الممثلين الدبلوماسيين لكل دولة ومن خلال ثلاثة أساليب رئيسية:

  • الأسلوب الكتابي: هي المراسلات الرسمية الخطية سواء كانت على هيئة خطابات أو مذكرات بين مسؤولي الدولتين. وللأسلوب الكتابي نوعين:

النوع الأول: المذكرات الرسمية التي تُبني على مقومات لا يمكن تجاهلها سواء من حيث الشكل أو الصيغة أو المضمون.

النوع الثاني: المذكرات التي تهتم بالمضمون أساسًا، وتتجاوز في طبيعتها المتطلبات اللازمة في النوع الأول.

  • الأسلوب الشفوي:  يعتمد على الاتصالات الشخصية التي يجريها الممثل الدبلوماسي مع المسؤولين في الدولة المضيفة. ويتم فيها تبادل الآراء بين الدولتين بشكل قد يؤدي الى نتائج تفوق أهميتها التفاوض عبر المذكرات.
  • الأسلوب المختلط: يجمع ما بين الاسلوب الكتابي والشفوي، ويظهر هذا الأسلوب عادة أثر انتهاء عملية التفاوض الشفوي المباشر بين الممثل والمسؤولين في الدولة المضيفة؛ فبعد اجراء مباحثات شفوية حول المواضيع مدار التفاوض، يقوم كل طرف بوضع مذكرة عما جرى من مباحثات ويقدمها للطرف الآخر؛ للتأكد من تطابقها مع وقائع المفاوضات.

 

شروط نجاح المفاوضات الدبلوماسية

  • المرونة: وهي وجوب استيعاب متطلبات طرفي النزاع وأن تكون المرونة بالتعامل فيما بينهم عند مناقشة النزاع بصفة مباشرة وفقا لمصالحهم المشتركة.
  • السرية: وهي وجوب إحاطة بعض المفاوضات بالسریة والكتمان من قبل أطرافها، وذلك بهدف إبعاد المفاوضات عن المؤثرات الخارجیة لكلا الطرفين.
  • السرعة: هي التي تتطلب فيها المفاوضات عادة السرعة بالأجراء والإنجاز ؛لأن طبيعة العلاقات الودية بین طرفي النزاع تستدعي تسویة مبكرة للنزاع بقصد تهدئة التوتر ،واعادة العلاقات إلى مجراها الطبيعي ،ولكن قد یصعب الوصول إلى حل إيجابي عن طريق المفاوضات إذا ما كان النزاع بین دولة كبرى، ودولة صغرى أو اذا اراد طرف من أطراف النزاع فرض مطالبه، وتحقيق أهدافه بالتعنت، وربما بالاستعانة بأساليب القوة.

 

نقاط يجب أخذها في الاعتبار عند التفاوض

احتياج المفاوضات إلى جو یسوده الهدوء، والبعد عن المؤثرات الخارجیة، ودرجة معینة من الثقة المتبادلة وحسن النیة، ويجب أن یكون لأطراف النزاع رغبة، وإرادة قوية في التوصل إلى اتفاق لتسویة النزاع، وتفرض المفاوضات مساواة بین الأطراف على الأقل من الناحیة القانونیة استنادًا إلى مبدأ المساواة في السیادة بین جمیع الدول واحترامهم المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، ويجب أن تراعي المفاوضات مصالح كل طرف، وأن تكون منسجمة مع مبدأ التعاون والمنفعة المتبادلة.

لذلك تقتضي المفاوضات مواصلة الجهود، والمحافظة على النتائج المكتسبة ،واحترام ما تم الاتفاق علیه  أثناء المفاوضات استنادًا إلى مبدأي حسن النیة والالتزام.

 

 

كتابة: جمانة العايد، زهراء الرشيد، سارة العتيبي، سلمى الدوسري، ميراد البقمي، ندى السنونة، زهراء آل ماجد، بشاير العامر، كيان ال حمادة.

مراجعة: أ‌.نورة السعيد، عضو هيئة التدريس كلية الدراسات التطبيقية في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل.

المصادر:

  • الاستاذة نورة السعيد (عضو هيئة التدريس كلية الدراسات التطبيقية في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل.)
  • [1] الخطيب، باسل بن رؤوف (1990)، المفاوضات الدبلوماسية التقليدية، مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد 7، ص13- 18
  •  الفتلاوي، سهیل حسین ( 2010 ): “القانون الدبلوماسي”، دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.
  • فولر، آلان ( 1999 ): التفاوض” المهارات والاستراتيجيات” ،ترجمة عبد الرحمن بن هیجان ،الفرقان ،الریاض.
شارك المقال مع أًصدقائك
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
تليجرام
واتساب
ايميل
مقالات آخرى قد تعجبك

تابعنا على موقع لينكدإن